خلاصه ماشینی:
عالمنا المعاصر يرث أعباء كل انحرافات التاريخ الإسلامي المستمدة عادة من ذاتيات الساقطين في فتنة السلطان والمال والجاه، وإذا تجاوزنا تاريخ صدر الإسلام، والعصر الأموي والعباسي، وما آل إليه من سقوط على يد المغول؛ نتيجة عوامل الضعف التي نخرت فيه، وأهمها التجزئة الاجتماعية: طائفية أو قومية أو طبقية، نلاحظ أن التفرقة الطائفية كانت من محاور ممارسة الحكام في القرون الأخيرة، وهي ممارسات تلقي بثقلها أكثر من غيرها على كاهل أمتنا في العصر الحديث.
وبقي العثمانيون يتمترسون وراء نصرة السنة ومحاربة الشيعة، وظل مشروع التقريب لنادر شاه يتسع ليشهد صلوات جماعة مشتركة بين الطائفتين، وأوشك المشروع أن يعم العالم الإسلامي لولا اغتيال نادر شاه، فظهرت المخلفات الطائفية مرة أخرى على السطح، وتواصلت الفتن والاضطرابات حتى استولت الأسرة القاجارية في إيران على الحكم عام 1311هـ / 1893م.
الموروث من القرون الأربعة السابقة على القرن العشرين ــ على الأقل ــ يتمثل في المحاور التالية: ــ الصراع بين السنة والشيعة على المحور الإيراني – التركي، وتشمل الدائرة التركية كل العالم العربي الذي خضع لسياسة الدولة العثمانية.