خلاصه ماشینی:
ويظهر أن محاولات البريطانيين وخططهم للنفوذ فـى بلاط الشاه تواصلت بكثافة، إذ نري وفدًا تجاريًا بريطانيًا مبعوثًا من شركة الهند الشرقية يدخل بلاط الشاه طهماسب بعد عامين، وينجح الوفد فـى كسب موافقة الشاه علي إعفاء الشركة من الحقوق الجمركية والترانزيت، وعلي إجازة الشركة أن تسافر إلي كل أجزاء إيران وتتاجر فيها( 1 ) .
علي سبيل المثال وزير خارجيته «ميرزا أبو الحسن خان»، الذى شغل قبل ذلك منصب سفير إيران فـى بريطانيا، كان يتقاضي راتبًا شهريًا بمبلغ ألف روبية من شركة الهند الشرقية، منذ سنة 1810 حتي وفاته سنة 1846، ومن الطريف أنه تقدم سنة 1843 بطلب إعطاء نصف هذا المبلغ لولده بعد وفاته( 2 ) !
فقد نجحت هذه الخطط فـى إحباط محاولات فرنسا وروسيا للإغارة علي الهند، بل ونجحت أيضًا فـى فصل أجزاء مهمة عن إيران ـ ابراهيم تيموري، عصر بي خبري (فارسي) نقلاً عن: رائين مصدر مذكور 1/18.
الخطة الروسية الضعف التدريجى الذى دبّ إلي جسد الحكومة الإيرانية خاصة فـى عصر فتح على شاه قد وفّر الفرصة لهجوم روسيا علي إيران.
نقف - ولو قليلاً - عند الأحداث التـى اقترنت بهزيمة إيران أمام روسيا لأنها هامة فـى إلقاء الضوء علي تسلسل بحثنا هذا مستندين إلي نصوص من كتاب «ناسخ التواريخ» الذي يعتبر أفضل مصدر عن هذا العصر.
فـى سنة 1215 هـ حين أمر فتح على شاه بتنحية الحاج إبراهيم كلانتر عن رئاسة الوزارة واعتقاله، وحين أصبح أعضاء أسرة الحاج إبراهيم بين أسير أو قتيل أو مسمل العيون أو مشرد، كان ميرزا أبو الحسن خان آنئذ حاكم شوشتر، فجىء به أسيرًا إلي طهران، وهمّ الشاه أن يقتله لولا وساطة بعض أعضاء البلاط، فعفـى عنه وأُجبر علي الإقامة فـى شيراز.