خلاصه ماشینی:
ويرفض تطميع فرنسا بالمال والمتاع، والتلويح بالثوب والرغيف لتجعل أهداف الجزائريين هابطة تافهة: لا تشغلينا بأثــــواب وأرغفـــة أهــدافـنا المجــد، ليــس الخبز والخِرَق ويهزأ بالوعود التي يقطعها الجلادون لضحاياهم، ويرى أن الحقّ لا يُنال إلا بالجهاد الدامي، لا بالمعاهدات والاتفاقيات: فكم قطعتِ عهودًا، أصبحـــت حُلمًاحقـــوقنا، بـــــــدمِ الأحــــــــرار نكتبها; ; حتى غدونا، بغير الحرب لا نثقلا الحـبـرُ أصبح يعنيــــنا ولا الــورقُ ونصر السماء لا يأتي إلاّ للشجعان ، والعزّ لا يتحقق إلاّ بحركة شعورية ثائرة (مغامرة): لا أبتغـــي العــزّ إلاّ فــي مُغـــامرة إن السمــاوات للمقــدام تنفتــــق وقال الله تحت عنوان: «وقال الله» أنشد الشاعر قصيدته وهو في سجن «البرواقية» مخلدًا الذكرى الثالثة للثورة الجزائرية، وألقيت في مهرجان أقيم في تونس بهذه الذكرى في نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1957 مطلعها: ( 1 ) دعـــا التــاريخ ليلَك فاستجابــا (نفمبر) هـــل وفيـــتَ لنـــا النصـابا؟ وفي هذه القصيدة يرسم بصورة فنية رائعة، وبلغة بسيطة - المصدر نفسه، ص 30 وما بعدها.
وشعر مفدّي زكريا مفعم بهذه القيم، لأنه يصوّر في شعره ممارسات المتجبّرين ومواقف المظلومين الثائرين، وهي مواجهة - اللهب المقدس، ص 133 وما بعدها.
ويأتي هذا الوعي الحضاري لدى الشاعر من رافدين: الأول حركته نحو مَثَل أعلى كبير، والثاني ارتباطه بتيار الوعي الذي انتشر في العالم الإسلامي بعد نهضة السيد جمال الدين الأفغاني، وتأثير هذه النهضة على المغرب العربي وخاصة تونس من خلال جمعية قدماء الصادقية، وعلى الجزائر من خلال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ورائدها ابن باديس.