چکیده:
تحاول الدراسة الوقوف على التحولات التى واجهها مجتمع الإمارات وتعرف
شبكة العلاقات الاجتماعية بين المواطنين بعضهم مع بعض وبينهم وبين الوافدين.
كما تحاول تعرف التغيرات التي لحقت بالبنى الاجتماعية مثل الأسرةء والأقارب»
والجيران» والمؤسسات الرسمية والدنية. وتبنت الدراسة مفهوم وأس الال
الاجتماعي الذي يتناول العلاقات الاجتماعية بين البشر دون إهمال التحولات
الاقتصادية والسياسية والاجتماعيةء مستفيدة في ذلك من التراث النظري الخاص
ببییر بوردیو وجيمس کوان وروبرت بوتنام.
حاولت الدراسة أن تقف على الاختلافات بين الأجيال المختلفة من خلال مقابلة٠۷۰
مبحوثاً من أعمار مختلفةء يمثلون جيلين مختلفين من سكان دولة الإمارات. الأول يناهز
الستين عاماء ويمثل ذلك الجيل الذي عاش فترة ما قبل النفطء أما الجيل الثاني فيمثل
طلاب جامعة الإمارات وطالباتها ممن عاشوا مرحلة ما بعد النقط.
خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج: متها أن التحولات التى مر بها اللجتمع
الإماراتى منذ السبعينيات قد أثارت توتراً كبيراً في ضوء التغيرات الحادثة في التركيبة
السكانيةء وما يصاحبها من تحولات قيمية ومشكلات اجتماعية؛ الأمر الذي يؤدي
بالمواطنين إلى الانغلاق على الوحدات التقليدية مثل الأسرة والقبيلة والتفاعل فيما
بينهم بما يدعم رأس الال الأفقي التقليدي. وعلى الرغم من انتشار التعليم» وبشكل
خاص بين النساءء مازالت المشاركات الاجتماعية للمواطنين أقرب إلى الممارسات
الدينيةء وهو ما أدى إلى ضعف مؤسسات المجتمع المدني التي تملا المسافة بين الدولة
والأسرة. ما زال رأس الال الاجتماعي في حالة صراع بين الالتزام برأس المال الأفقي
الخاص بالوحدات التقليديةء وبين تشكيل رأس مال أفقي أوسع مرتبط بالعلاقات
بالوافدينء ومنفتح على الوحدات الأخرى غير التقليدية مثل الجيران والأصدقاء. كما أن
العلاقات بالدولة فتحت الباب واسعاً لتكريس رأس الال الرأسي في شكله الهرمي
التراتبيء وهو رأس الال الاجتماعي الذي لم يتم تجريبه بشكل واسع من خلال
العلاقات بالمؤسسات الأخرى غير الرسميةء مثل موؤّسسات المجتمع المدني