چکیده:
إنَّ الشيوخ في التصوّف روّاد باب الطريقت و متقدّمين للسير و السلوك و كان مفتاح الحقيقة بين أيديهم و لاسالك يصل إلي منزل المنشود إلّا في ظلّ عنايته و إنَّما العرفاء مع أرشاده ينالون بمقام الكمال؛ و يكشفون أهل الذوق في أعمالهم المنظومة و المنثورة حجاباً من منزلة، شيم ظاهري، سلوك و همّة الشيوخ؛ العطّار النيسابوري شاعر و عارف يرسم رؤيته حول ضرورة الشيخ و ترك التعلّقات الدنيوي في سبيل السير و السلوك و قد تنعكس هذه الصورة في ديوانه و يعتقد العطّار بأنَّ سلوك دون أرشاد الشيخ يكون أمراً عشوائياً و لم يصل إلي غاية.ولايزال الشاعر يعرّف شخصية الشيخ بألفاظ متعدّدة نحو «الشيخ، الساقي، المحتال» و الأسماء المقدسة لأنبياء مثل : «عيسي، خضر، رسول الله». و يتجلّي هذا الشيخ في وجه موجّه و ثوب صوفي ذات خرقة، يجلس أمام السجّادة في المسجد دائماً و يؤكد العطّار علي نفاق هذا الشيخ حيناً يجلس في الخرابات و حيناً آخر يشرب خمر مع المؤلمين و لو كان علة الفضاحة و سوء الإسم لكن الشيخ إنسان شريف قد ترك التعلّقات المادّي و الكآبة الحاصلة من التصوفّ الخاص و ابتعد عن نفسه أنانيته و أصبح إشراقاً من صفات الله سبحانه. إنَّ هذه المقالة من طريق كشف الشواهد الشعري يعالج بتبيين و شرح وجوه الشيوخ في الفكر الصوفي لقمّة الشعر العرفاني.