چکیده:
إنَّ استخدام الدراسات التحليلية للتاريخ، لا سيما في مجال دراسات التاريخ لأهل البيت (عليهم السلام) يعود بالنفع العظيم على الباحث المتحرر. وتُظهر دراسات کهذه أنَّ العديد من الأحداث التاريخية المتعلقة بتاريخ أهل البيت (عليهم السلام) لم تعتمد أبدا علی عامل واحد، وإنَّ الاکتفاء بعامل منفرد معين في هذا المجال، يعتبر خطأً إستراتيجياً علی المدی الطويل. فإنَّ معرفة المزيد عن الأحداث المتعلقة بالأئمة الثلاثة الأوائل (علیهم السلام)، وخاصة دراسة عاشوراء، سوف يمنح مزيدًا من العمق لمثل هذه الدراسات. وأمّا ما تمت دراسته في هذا المقال بالطريقة التاريخية، فهو توسيع الدراسة إلى سياقات مختلفة سياسية واجتماعية واقتصادية وإدارية وحتى نفسية، بُغية اكتشاف أسباب وقوع عاشوراء، خاصة مع التركيز على مدينة إستراتيجية مثل «الكوفة»، بجانب الاستفادة القصوى من المصادر ذات الصلة، ولا سيما المصادر التاريخية. فيمکن الاستنتاج أنَّ الاعتماد التامّ على محورية النص في الدراسات المتعلقة بتاريخ أهل البيت (عليهم السلام) وإهمال جوانب مختلفة من الخلفيات المحيطة بالمسألة لم يساعد كثيرًا في اكتشاف أسباب وقوع عاشوراء والأحداث المتشابهة، ولکنْ للتمعّن في هذه الأحداث المتعددة العوامل وفهمها بشكل أفضل نحتاج فعلاً إلى دراسات تحليلية للتاريخ.