خلاصه ماشینی:
"بید أننی أوجه أنظار أوروبة إلی شذوذ واحد فقط , وهو حالة أتباع محمد فیالقطر المصری ، فإن النهضة المصریة الأخیرة , وتکاثر عدد المسلمین فی إفریقیةتکاثرا متواصلا مستمرا مما یجعل المسألة الإسلامیة فی تلک القارة شدیدة الخطروخصوصا لأن القاهرة أصبحت مبعث العلوم والآداب العربیة ، وها إن إسماعیلغصبر نسکی وهو من أقوی المفکرین المتنورین بینهم لم یقدر علی جعل الآستانةالعلیة مرکزا للمؤتمر الإسلامی العام الذی سعی فی إنشائه منذ بضع سنین , بلجعل القاهرة ذلک المرکز المرغوب ، نعم إن ترکیة قالت یومئذ : إنها لا تسمحللمؤتمرین بالاجتماع فی عاصمتها حذرا من ( ظنون سیاسة ) , ولکن إسماعیلوأعوانه صرحوا بحذف کل مادة ترمی إلی غرض سیاسی من لائحة مؤتمرهم ,وجعلوا تلک اللائحة مقتصرة علی الأبحاث التعلیمیة والدینیة فقط .
فالصین التی کانت تحارب مسلمی مقاطعة یونان عندها صارتالیوم تصدر لهم جریدة ترکیة علی نفقة خزینة الحکومة ، والصین التی کانت تکرهذکر محمد أصبحت الیوم تبنی الجوامع وترمم الزوایا من مال الخزینة إرضاءلرعیتها المسلمة ، وهذه صارت تجهر علنا بکره النصاری وخصوصا الإفرنج منهموبالاختصار أقول : إن کل الجنسیات والأدیان فی آسیة قد اتفقت آخرا ضد عدوواحد هو أوربة ، أی إن الشرق ناهض وعلی الغرب أن یستعد لمقابلته فی ساحةالعراک ، وأمام أوروبة الیوم مسألة هامة هی هذه :ألیس من الحکمة أن ندبر ضربة قویة قاضیة تخمد أنفاس هذه الحرکةالآسیویة الحدیثة ونقطع البرعم قبل أن یزهر ویثمر ، أم التحرش المستمر والتملکالمتواصل بفترات متقطعة مما یکفل لنا خنق هذا الطفل وهو فی مهده ."