خلاصه ماشینی:
"یجب علی جمیع المسلمین فی جمیع بقاع الأرض أن یعقدوا اللجانوالجمعیات ویتشاوروا فی أمر حفظ مهد دینهم ، وحرم قبلتهم ، وأن یقترحوا علیأولی الأمر القیام بما یظهر لهم أنه الصواب , ولا یترکوا الأمر لمن یغلب نفوذه فیمرکز السلطنة العثمانیة أیا کان ، فقد رأوا أنه قد غلبها علی أمرها فی السنینالأخیرة أغیلمة من الملاحدة والفساق ، أنزلوها فی أربع سنین من مستوی الدولالکبار ، وجعلوها بحیث تسمع فی عاصمتها مدافع البلغار ، وهم الذین کانوا تحتسیادتها قبل هذه الحرب بأربع سنین ، وکانت بلادهم من أملاکها إلی عهد لیسببعید , فهل یجوز لمسلم أن یرضی بعد ذلک باستبداد أمثال هؤلاء بمهد الإسلام ،وهل نأمن علیه أن یقع فی قبضة الأجانب بعد أعوام ، إذا نجت الدولة من شرالمؤتمر الذی یعقد فی هذه الأیام .
ألا فلیعلم إخواننا السوریون أن کلا من فرنسة وإنکلترة شرا علیهم من الأخریوأنه یجب أن یسعوا إلی الحیاة لا إلی الموت , إذا کانت إنکلترة ألین فیمستعمراتها ملمسا وأقرب إلی الحریة , فرب أفعی لین مسها ، قاتل سمها ، وأن هذهالدولة طامعة فی جمیع البلاد العربیة ، وأما فرنسة فربما کان طمعها محصورا فیسوریة ، ولا یغرنهم ما یرونه من ترقی مصر المالی ، فإنهم یعرفون ظاهره ولایعرفون باطنه ، وأن إنکلترة قد احتلت مصر بصفة خاصة لأسباب عارضة ،وللدول العظمی کلها فیها مصالح وأموال وامتیازات کثیرة ، وکن کلهن کارهاتللاحتلال ، فلا تقاس علیها بلاد یراد الاستیلاء علیها بإسقاط الدولة العثمانیة ،واقتسام الدول لسائر بلادها ، وإذا وقع ذلک -والعیاذ بالله تعالی- فلماذا ترحمکمإنکلترة أو تعطف علیکم ، وما ثم دولة إسلامیة تری من مصلحتها مداراتها ، ولادول أجنبیة تحاسبها علی أعمالها ؟ وأما الإنسانیة فقد عرفتم مبلغها عند من شد أزرالبلقانیین ، علی علمها بفظائعهم فی المسلمین ."