چکیده:
للزمن مکانة کبیرة فی نحو اللغات قدیما وحدیثا. ولکل لغة نظام زمنی خاص یعین مدی إدراک الناطقین بها، لأهمیة الزمن الذی یشکل جزءا من المعنی. الزمن ظاهرة فیزیائیة ومجسمة من ظواهر الکون تستخدم کأصول کمیة لمحاسبة کثیر من الظواهر، وهی تقاس بأبعاد ووحدات قیاسیة معینة، کالدقیقة، والساعة، والیوم، والشهر، والسنة، وما إلی ذلک. ولکن عندما نتحدث عن الزمن فی اللغة، نواجه ظاهرة نفسیة تختلف عن الزمن الکمی تماما. فی هذه الحالة، یرتبط الزمن بمقولات کیفیة وقوع الأحداث فی العالم الخارجی. ومن هذا المنظر، لیس الزمن أمرا فیزیائیا وعینیا، بل هو ظاهرة خیالیة وانتزاعیة متأثرة بالأحداث الخارجیة. یهدف هذا البحث مرتکزا علی المنهج الوصفی ـ التحلیلی، إلی توصیف نظام الزمن اللغوی وتبیین علاقته بالصیغ والتراکیب التی یعبر بها عن الزمن فی اللغة العربیة وبیان الفرق بین ما تدل علیه ظروف الزمان والمصادر والصفات بأنواعها وبین الزمن الذی للفعل، وفضلا عن هذا، معالجة الجمل والأفعال التی لا تحمل شیئا من مفهوم الزمن فی الکلام؛ وکذلک بیان الخلافات القائمة بین الزمن اللغوی والزمن الفلسفی والزمن الفلکی أو التقویمی. یحاول البحث دراسة موضوع الزمن فی العربیة مبینا مفهوم الزمن والزمان عند النحاة القدامی والمحدثین. والزمان اسم لقلیل الوقت أو کثیره ولا یرتبط بالحدث أبدا، یقابله فی اللغة الإنجلیزیة (time)؛ وهذا ما نسمیه الزمن التقویمی؛ والزمن تعبیر لغوی یتجلی فی الأفعال خاصة، وله صلة وثیقة بالحدث، ویسمیه النحاة الزمن اللغوی. لیس الزمان هو الصورة الفریدة المقصودة من الفعل دائما؛ والفعل قد یدل علی محض تمام الحدث أو عدم تمامه، بغض النظر عن إرادة الوقت الذی وقع فیه. تختلف الصیغ والتراکیب فی دلالتها عن الزمن فی اللغة العربیة؛ فإن دلت کلمة بالمطابقة علی الزمن فقط، فهی ظرف؛ بعبارة أخری، الزمن یستفاد من الظرف بالمطابقة ومن الفعل بالتضمن.
Time has an important role both in past and modern grammars. Each language has a unique grammatical structure that forms the form the level of understanding of the speakers of that language. Time is mainly considered as a physical and material phenomenon that is used as a quantitative basis for calculating many phenomena and is measured with certain deductive units such as minute, hour, day, month, and year. But when we talk about time in a language and aim to study it, we are confronted with a psychological phenomenon in which time is related to the categorization and ordering of events in the outside world and is slightly different from the quantitative (calendar) time. In this sense, time is not a physical and objective phenomenon, but an abstract and imaginary phenomenon influenced by the events of the outside world. The purpose of the present study is to describe the grammatical tense system and explain its relationship with the forms and combinations with which time is expressed in Arabic. The study expresses the difference between time in the contexts of time and the adjectives and time that the verbs imply. The differences between grammatical time, chronological time, and philosophical time have also been discussed in the study.
خلاصه ماشینی:
يهدف هذا البحث مرتكزا على المنهج الوصفي ـ التحليلي، إلى توصيف نظام الزمن اللغوي وتبيين علاقته بالصيغ والتراكيب التي يعبر بها عن الزمن في اللغة العربية وبيان الفرق بين ما تدل عليه ظروف الزمان والمصادر والصفات بأنواعها وبين الزمن الذي للفعل، وفضلا عن هذا، معالجة الجمل والأفعال التي لا تحمل شيئا من مفهوم الزمن في الكلام؛ وكذلك بيان الخلافات القائمة بين الزمن اللغوي والزمن الفلسفي والزمن الفلكي أو التقويمي.
بما أن الزمن النحوي والزمن الفلسفي لم يتبين اختلافهما من قبل النحاة في كتبهم النحوية ولم يتعين الفرق بين ما تدل عليه ظروف الزمان وبين الزمان الذي للفعل، ومن جانب آخر هناك كثيرون لايزالون يخلطون بين هذه المفاهيم، فحاول البحث ـ بجانب إشارته إلى الجمل والأفعال التي لا تدل على الزمن في اللغة أبدا ـ أن يعالج مفهوم الزمن النحوي والزمن الفلسفي والزمن التقويمي لتبيين مدى العلاقة بين هذه الأزمنة ويتناول الفرق بين الزمان الذي تدل عليه الظروف والزمان الذي يدل عليه الفعل والصفات بأنواعها.
تطرقت الدراسة إلى أهمية الزمن اللغوي ودوره في اللغة العربية ومكانته عند علماء النحو القدامى وناقشت الدلالة الزمنية لكل فعل وما يحمل دلالة زمنية، مثل: الصفة بأنواعها من اسم الفاعل، واسم المفعول، والصيغة المبالغة، والمصدر، دون أن تقوم بمقارنتها في الفارسية أو لغة أخرى، نحو: الإنجليزية أو الفرنسية.
إذن من ميزات هذه الدراسة هو بيان الخلافات القائمة بين الزمن اللغوي بقسميه المعروفين الصرفي والنحوي، والزمن التقويمي والزمن الفلسفي، وكذلك تبيين الفروق بين الزمن الموجود في الأفعال والصفات والزمن الذي تدل عليه الظروف؛ علاوة على هذا، يعالج البحث الجمل والأفعال الموجودة في اللغة التي لا تدل على الزمن كما أن علماء النحو يشيرون إليه في تعريفهم للفعل.