"لقد کان أفضل مأثرة لعرب حضرموت أن ضرب تجار منهم فی الأرضیبتغون التجارة فبلغوا جزائر الهند الشرقیة - جاوه وما جاورها - وأهلها وثنیونفنشروا فیها الإسلام بسرعة لم تعهد فی التاریخ إلا للعرب أجدادهم ، ونالوا الحظوةعند أمرائها وحکامها الذین اهتدوا بهم ، وأثروا وتأثلوا وکثروا ولو کانوا علیمعارف واسعة لعمموا اللغة العربیة فیها کما فعل سلفهم فی غیرها ، ثم کان أقبحمساوئهم تجاه تلک المأثرة الفضلی أن دب إلیهم داء الشقاق والبغضاء فی الوقتالذی تنبه فیه الشعب الوطنی الأصلی للعلم والعمل وجمع الکلمة ومباراة الشعبالهولندی السائد من جانب ومقاومة تیارات الإلحاد والدعایات الکفریة والبدعیة منجانب آخر .
کل منهما یعیب الآخر بما إذا صح کله کان قبحه وضرره دون محاولة علاجهبما یضاعف الداء ، حتی یتعذر الشفاء ، وهو الحسد والبغضاء ، التی سماها النبیصلی الله علیه وسلم الحالقة : حالقة الدین ، وقد انتهت فیهم إلی سفک الدماء ، بعدالإسراف فی الطعن والسباب ، فکیف إذا کان مبالغا فیه ، علی عادة الناس فی مثله ،فإن کانوا قد صاروا همجا لا زعماء لهم کما قال الشاعر العربی :لا یصلح الناس فوضی لا سراة لهم ..."