خلاصه ماشینی:
"وأما الإمام یحیی فقد بثت له دعایة واسعة بدون سعیه ، منها أن قوته الحربیةأعظم عددا وعدة ، وبأسا ونظاما ، وقوادا ومالا ، وأن قبائل الحجاز وقبائل شمر فینجد و العراق وقبائل شرق الأردن ستثور علی خصمه الملک ابن سعود بله قبائلعسیر الثائرة بالفعل ، حتی إذا ما دارت المعارک ، وانهزم الجیش الیمانی فی کلمیدان صاروا یکذبون أنباءها ، ویعدونها من الدعایة التی صارت مسلمة عندهموعند غیرهم ، وما زالوا بالإمام علی جلالة قدره حتی أنزلوه إلی میدان تکذیبالحسیات المجمع علیها ، وأخیرا فسروها بما فسرها هو به ، وهو حب السلموکراهة الحرب ، فإذا سلمنا هذا وجب أن یبنی علیه الصلح الدائم ، فتجعل قوةالدفاع عن الجزیرة إلی المملکة السعودیة القویة الحربیة ، فهل یقبل الاعتراف بهذهالنتیجة لتلک المقدمات المنطقیة ؟حقا إن الإمام یحیی قد جنح للسلم ، وإنه قد آن له أن یقبل ما طالما دعی إلیهمن إبرام العهد ، وإن أدنی الدرجات لذلک ألا یعقد الصلح علی دخن ، ولا تتخذالمعاهدة دخلا بین الفریقین ، فتکون هدنة یستعد بها کل منهما لإعادة الکرة والأخذ بالثأر ، فی وقت ربما تکون الحرب وبالا علیهما وعلی الأمة کلها ، بل یجباستئصال جذور العداوة من أعماقها ، ویجب أن یتدبر وفد الصلح الآیات الآتیة ،ویقیموا بناء الصلح وحصن المعاهدة علی أساسها ."