چکیده:
إنَّ نمط الحیاة هو من أهمّ العوامل المؤثّرة في تقدّم الإنسان في کافّة المجالات الفردیّة والعائليّة والوطنيّة والدوليّة والبيئيّة وغيرها، وفي جميع الأبعاد الدينيّة والفكريّة والثقافيّة والعلميّة والاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة والصحّيّة والترفيهيّة، وكذلك الغذاء واللباس والسكن... وقد اقترحت الأديان والطوائف والمدارس والأيديولوجيّات وغيرها، أساليب وبرامج من أجل تنمية حياة الإنسان، لکنّها إمّا خاصّة ببعض المجالات دون غیرها، وإمّا ناقصة وغير شاملة لجمیع الأبعاد.أمّا القرآن الكريم، فقد قدّم للإنسانية نمطًا متقدّمًا من الحياة المتمثّلة بالإسلام، والذي یشتمل علی برنامج كامل ومتماسك في جميع مجالات الحياة البشريّة وأبعادها، ففي نمط الحیاة هذا، يتمّ الاهتمام بالجانبین المادّيّ والمعنويّ للإنسان، والضمان لسعادته في العوالم الثلاثة: الدنیا والبرزخ والآخرة، ثمّ في نمط الحياة هذا، تقع مؤسّسة الأسرة محورًا لجميع المجالات والأبعاد أو معظمها، ویتمّ التركيز بشكلٍ كبيرٍ على تكوينها وحفظها وتطويرها، فمن وجهة نظر القرآن الكريم، في الأسرة المتقدّمة، یمکن مشاهدة الدين، وقداسة الأسرة، ووجود قانونٍ معیّن في التمتع الجنسيّ وکیفیّة الستر، ومراعاة الحقوق والاحترام المتبادل، وأهمّیّة الإنجاب وقداسته، وتربية الأبناء وشرعيّتهم، والوحدة والتعاون والمودّة بین أعضاء الأسرة، والتعادل والتناسب بین حقوق الرجل والمرأة، وأخیرًا فإنّ نمط الحياة القرآنيّ في مجال الأسرة هو في كثير من الحالات یتوافق مع التكنولوجيا الحديثة، ولا يتعارض معها إلّا في بعض الحالات.