"أما مقدار إعانة الأوقاف فقد کان خمسمائة وخمسین جنیها ، وقد کنا موعودینمن قبل الدیوان بمضاعفته أضعافا ، حتی أن محمد محب باشا الذی عین أول ناظرللأوقاف - بعد تحویله إلی نظارة - قال لی أمام بعض الفضلاء فی داره قبیل سفرهإلی الآستانة فی رمضان العام الماضی : إنه یمکن إبلاغ الإعانة فی هذا العام إلیألف وسبعمائة جنیه ؛ وإنما یمکن الزیادة علی ذلک فیما بعدها من السنین ، قال ذلکبعد أن دقق النظر فی نظام المدرسة ، ومیزانیتها ، وبعد زیارته لها ، واختبارهلحالها بنفسه .
ثم تحولت الأحوال وتغیر شکل الحکومة ، فأعطی إسماعیل صدقی باشا الذی تولی ( وزارة الأوقاف ) قلیلا ، وأکدی ( أی منع الباقی ) ، فکان مجموع ما قبضتهمن الإعانة بیدی 135 جنیها ، وکنت أحلت إدارة أوقاف محمد شریف باشا الکبیرعلی النظارة بأجرة مکان المدرسة بکتاب منی قبلته النظارة ، وصارت تدفع مایستحق من الأجرة أقساطا شهریة ؛ ولکن وزارة إسماعیل صدقی باشا منعت فیمامنعته إعطاء بقیة الأجرة ، کانت الأجرة کلها 130 جنیها دفعت وزارة الأوقاف منها97 جنیها ونصفا ، ورجعت علی إدارة وقف شریف باشا بمبلغ 32 جنیها ونصفجنیه فوفیتها حسابهافعلم من هذا أن مجموع ما صرف من إعانة الأوقاف للمدرسة فی العامالماضی 232 جنیها ونصف جنیه ، وهو دون المبلغ الذی کان أمر بصرفه عدلیباشا موقتا ."