چکیده:
لَقَدْ تَسَالمَ عُلمَاءُ الكَلامِ والعَقيدةِ في المَذهَبِ الاثني العشـري على وجوبِ نَصبِ الإمامِ على اللهِ تعالى عَقلاً، بوصفهِ أصلاً مِنْ أُصول المَذهب الحَقِّ، لا سَمعَاً كما ذهبَ إلى ذلك المُخالفون لنا. وهذا الوجوبُ العقلي يَرتكزُ على مُستندِ قاعدةِ اللطفِ الإلهي، ومُقتضـى حِكمَةِ اللهِ وعدلهِ، واستحالةِ إهمالهِ لخَلقهِ في التكوينِ والتشـريعِ إبقاءً وعنايةً وتلطّفاً، بحيث اقتضتْ حِكمته السديدة أنْ يَنصِبَ الحُججَ للناسِ، لغرضِ تمكينهم مِنْ طاعته تقرّباً، وتنفيرهم عن معصيته سبحانه، وهذا هو ما يُسمّى بالتلطّفِ بالعبادِ بحسبِ ما حكاه القرآنُ الكريمُ وأدركهُ العقلُ القَويمُ، فضلاً عن التدليلِ على تعيين الحُجَّةِ، ونصبه بوصفه معصوماً بواسطة النصِّ عليه شخصاً وهويّةً من لدن المعصوم السابق عليه، كما هو في نصِّ النبيِّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم على نصبِ الإمام عليّ عليه السلام إماماً مِن بعده في يومِ الغديرِ الشَهيرِ، وكذلك نصُّ الإمامِ السابق على الإمامِ اللاحق، كما حَصَلَ مع إمامنا المَهدي عليه السلام في نصِّ أبيه الإمام العسكري عليه السلام عليه، ونصِّ الرسولِ الأكرمِ والأئمَّةِ المعصومين عليهم السلام مِنْ قبله عليه أيضاً. وقد أضافَ علماءُ الكلامِ أدلّةً جديدةً في ضرورةِ نَصبِ الإمامِ على اللهِ تعالى عقلاً، كحُكمِ الحاجةِ الاضطراريةِ إليه، كما هي الحاجةُ إلى الرسلِ والأنبياءِ مِنْ قَبلِ، فالحاجةُ إلى الأوصياءِ والأئمَّةِ عليهم السلام غير مُختصَّةٍ بوقتٍ دون آخرٍ، أو بأُمَّةٍ دون أُخرى، ذلك لعدمِ كفايةِ بقاءِ الكتبِ والشـرائعِ السماويةِ، من دونِ قيِّمٍ عليها وعالمٌ بها، تفصيلاً وبياناً وبلاغاً. مِنْ هنا تَعاضدَ العقلُ والنقلُ (النصّ) على أنَّه يَجبُ على اللهِ تعالى أنْ يَفعلَ بعبادِه ما هو الأصلح لهم، وما به يتمُّ انتظامِ أمرهم في مَعاشِهم ومعادِهم، ولأنَّهم يختلفون في تدبيرِ أُمرهم، ويتنازعون ويختلفون، ويجهلون ما خَفيَ عليهم مِنْ المَصالحِ والمَفاسدِ، اقتضتْ حِكمةُ الله تعالى وعدالته ورحمته أنْ يلطفَ بهم بَنصبِ الحُججِ لهم والنصِّ عليهم، ليُقرِّبهم مِنْ الصلاحِ ويُبعِّدهم عن الفسادِ والظلمِ والباطلِ.
The Twelver scholars have agreed upon the necessity of designating an Imam by God, as a logical principle of the sect.
This logical principle is built upon the basis of ‹divine kindness›. In other words, this matter is impossible to be neglected by God, since He is the all-knowing and responsible of his creation. As a result of His infinite wisdom, He designated certain Proofs for his creation. These Proofs are the guide to the right divine path. This is defined by Quran as God›s kindness upon his creatures. This designation is performed through sacred texts from God, as in the designation of Imam Ali by the Prophet (P.B.U.T) in the well-known Al-Gadeer event, or when the preceding Imam appoints the succeeding Imam, as in the designation of Imam Al-Mahdi by his father, Imam Al-Askary (P.B.U.T).
The scholars have added other reasons for the necessity of designating an Imam. It is the need of human beings to have an Imam as a guide, as the need of prior societies to have prophets. Thus, the need for Imams is not determinate by a specific period of time. It is an everlasting need since the divine books and constitutions cannot be left without an interpreter.
Hence, logic and the Islamic heritage have insisted on the need for a guide, designated by God, since Man is unable to set ultimate prosperous plans for his life. Accordingly, as a result of God›s kindness and wisdom, Imams have been appointed to guide people to the right path