خلاصه ماشینی:
"و إذ تبوء المرجع الأعلی،الإمام الشیرازی موقع و دور الزعامة الدینیة و السیاسیة العامة للثورة،منذ قیامها و حتی وفاته فی 3 ذی الحجة سنة 1338 هـ(17 آب 1920 م)،ثم تولی هذه المکانة من بعده،و حتی نهایة الثورة،الإمام شیخ الشریعة الأصفهانی،فقد استند کل منهما للقیام بهذا الدور،علی عدد کبیر من العلماء، الأقل مرتبة علمیة دینیة،و علی عدد آخر من رؤساء عشائر و زعماء الفرات الأوسط، کمستشارین أو مساعدین أو وکلاء لهما فی المناطق المختلفة،حیث کان أغلبهم،یقوم بدور القیادة المباشرة(المیدانیة)للثورة.
و کمثال علی ذلک التقریر الذی بعثه السید علوان الیاسری،أحد اسادة البارزین،إلی الإمام الشیرازی عن الوضع فی الرمیئة بعد اندلاع الثورة فیها5و کالرسالة التی بعث بها شیخ الشریعة إلی السید هادی المکوطر-أحد الأعیان السادة البارزین- یوصیه فیها بالتألیف بین المسلمین،و بکیفیة التصرف لأاسلحة و العتاد الذی لدیه و الاحتفاظ بآلاب الحرب الحدیثة6.
و فی الرسالة المفتوحة التی وجهها الشیخ باقر الشبیبی إلی الحاکم المدنی العام فی العراق،عبر صحیفة«الفرات»،و ذلک ردا علی رسالة هذا الأخیر إلی المرجع الأعلی شیخ الشریعة2عبر الشیخ الشبیبی عندور العلماء و مفهومهم لمضمون الثورة و الاستقلال،و عن مکانتهم الدینیة و السیاسیة،فقال مخاطبا الحاکم المدنی العام:أن هدف العراقیین من الثورة هو إقامة دولة عربیة قانونها القرآن..
ففی أواخر آب 1920،حیث کانت الثورة فی وضع قوی،وجه نائب الحاکم المدنی، إلی الإمام شیخ الشریعة-الذی تولی المرجعیة العلیا و قیادة الثورة حدیثا،بعد وفاة الإمام (1)النفیسی،عبد الله:مرجع سابق،ص 138.
هذه النتیجة التی وصل إلیها اقتراح التفاوض و وقف القتال کانت تعنی استمرار المعارک التی لم تنحسر أو تتوقف إلا فی أعقاب الهجوم العام الذی شنته القوات البریطانیة بدءا من 12 تشرین الأول 1920 ضد مواقع و مناطق الثورة و أسفر عن فرض الاستسلام علیها فی أواخر تشرین الثانی و من ثم اعتقال أو إبعاد عدد من العلماء فی کربلاء و النجف1."