خلاصه ماشینی:
"و عطاء خالد عرض لما سبق لماذا التفضیل؟ الاطار السامی للعمل الانسانی و مقوماته الاخلاص العقائدیة الواقعیة التناسب السلوکی النتیجة عرض لما سبق: قلنا فی مجال هذا الموضوع:أنه توضحت منذ فجر التاریخ الانسانی الاول مسیرتان: احداهما:تتجلی فیها معطیات الهدایة،و الاخری:تتجلی فیها معالم التراجع الانسانی و کان الصراع المر العنیف بین الحق و الباطل.
و لو کان الامر کذلک،لوجب علی الانسانیة أن تمجد بعض الالات الضخمة أداء و نتاجا،و بعض الحیوانات التی تقوم علی وجودها حیاته لا لشییء الا لمجرد خدماتها!!هذا اذا لم نعل قلیلا،فنجد أن الشمس و القمر و التناسق الکونی کل منها بمفرده یقدم خدمات تعدل کل الخدمات المتصورة لهؤلاء الافراد،و لکنا لم نجد صوتا واحدا واعیا یفضل تلک المعطیات،و یمنحها جوائز نوبل للسلام، و یری أنها أفضل من انسان واع عامل.
و الحق أن عملا واحدا یقدمه رجل یحب الانسانیة علی أساس عقائدی، فیعمل لصالحها،و یتفانی لأجلها،لهو أقدس فی نظر الانسان من رجل یصعد الی القمر لیتخذه منطقة نفوذ-مثلا-،فکیف بالعمل الذی قدمه النبی(ص) و الائمة الطاهرون،و الذی استهدف نباء الهیکل البشری الرصین،و بث الروح المتکاملة فیه،و نفی کل الشوائب و العقبات التی تحطم المعنویات،و تتخم الوجود بالفراغ و الانحطاط.
جـ-الواقعیة: و مع فرض حصول الاساسین السابقین فاننا نحتاج الی هذا الاساس الاخر اذ قد تحصل الاخلاص للقضیة مبنیا علی أساس عقائدی معین،و لکن العیب یمکن کفی العقیدة ذاتها حینما تکون فی عالم خیال محض لا تمتلک أی رصید من الواقع و لا تصلح للتطبیق المنتج،بسبب تقصیر فی مجال الاستطلاع،و أشیاء و همیة فرضت کمبادیء حقیقیة و حینها فلا ینسجم الهدف و المنطلق و الطریق بینهما مع الهدف الواقعی.."