خلاصه ماشینی:
"و مما لفت نظری من ذلک أن الغزالی یبشر بالمبادئ الروحیة الحدیثة و یبین فلسفة الحیاة بعد الموت بنفس الوضوح و الدقة التی تظهرها التعالیم الحدیثة فهو یقرر أن«الروح لا تفنی البتة و لا تموت،بل تتبدل بالموت حالها فقط و یتبدل منزلها،فترقی من منزل إلی منزل».
و الغزالی إذ یقرر ذلک یشعر أنه یخالف بذلک أهل الظاهر من بنی زمانه فهو یقول:«لعلک تقول:المشهور عند أهل العلم أن الإنسان یعدم بالموت ثم یعادو إن عذاب القبر یکون بنیران و عقارب و حیات...
و هو یقرر أن هذه الأنواع الثلاثة من العذاب تصیب المیت بالتدریج و علی الترتیب المذکور،کما یقرر أن عذاب فراق الشهوات الدنیویة و عذاب الخزی و الفضیحة ربما یخففان عنه بمضی الزمن و بعد العهد عن الدنیا.
فالعذاب بعد الموت عند الغزالی رضی الله عنه إنما هو نتیجة طبیعیة لمقدمات..
و مهمتنا نحن تنتهی عند قید الإسم و العنوان فی الدفتر المعد لذلک بعد وصولهما إلینا بالبرید،فلیفهم ذلک المغرمون بالأسئلة."