خلاصه ماشینی:
"دراسات الامة الإسلامیة و خیار السلام العالمی فی اطار العلاقة المتوازنة بین الحضارات* الشیخ محمد علی التسخیری إن التحرکات الجادة التی شهدتها الساحة العالمیة خلال العامین الماضیین؛بهدف بلورة فکرة الحوار بین الحضارات بصیغتها العلمیة الموضوعیة،تمثل نقلة أساسیة فی أسالیب تفکیر البشریة الرامیة إلی تحقیق التوازن فی العلاقة بین التیارات الحضاریة و الدینیة و الفکریة و القومیة التی تتقاسم البشریة،و بالتالی العمل علی تحقیق الطموح الذی طالما حلم الإنسان منذ بزوغ فجره،و هو حلم تحقیق الأمن و السلام فی الأرض،و مهمة کبری بهذا الحجم،تستدعی التعامل معها بمزید من التنظیر العلمی الجاد و التخطیط الموضوعی،من ثم التنفیذ الواقعی الذی یستبعد التحرکات الانفعالیة السطحیة أو (*)بحث مقدم إلی:الندوة الدولیة حول«الحوار بین الحضارات فی عالم متغیر»المنظمة الإسلامیة للتربیة و العلوم و الثقافة(آسیسکو)-الرباط 01-21 یولیو 1002 م.
و من هنا نری ضرورة الاتجاه نحو المبادیء التی تدعو لها هذه الاطروحة،و اکتشاف المبدأ الأصلح الذی ینسجم مع اسسها و معالمها و روحها،ثم التعرف علی الامة التی تحمل هذا المبدأ،و العمل علی تأصیل خصائص هذه الامة،و الانطلاق-بعد ذلک-لنشر حالة الإیمان بهذه الاطروحة بین أبناء البشریة،و لکی لا نتهم بأننا نجنح إلی الخیال فی عرضنا لهذه الاطروحة؛فإننا نؤکد علی أن هذه الاطروحة هی الخیار الذی یطرحه الإسلام نفسه لإنقاذ البشریة و نجاتها من الظلم و الجور و نشر القسط و العدل و السلام فی ربوع الأرض،و ینبغی أن نلاحظ حقیقة مهمة،و هی:أن مثل هذه الدولة العالمیة لا توجب- بالضرورة-أن یکون أبناؤها علی دین واحد تستوعیه هذه الدولة،إلا أن ذلک لیس شرطا ضروریا لقیام هذه الدولة."