بغداد من المنصور «ابوجعفر» إلی المنصور «صدام حسین» سرمقاله

"» و تحدث غوستاف لوبون عن دور بغداد و قرطبة فی الحضارة العربیة و الأنسانیة،قال:«دور الخلافة فی بغداد بآسیة و دورها فی قرطبة بأسبانیا، أنضر أدوار الحکم العربی،و لما استقلت تانک الدولتان بسرعة، و فصلت بینهما مساوق عظیمة،کان لهما أصل واحد،و دین واحد،و لغة واحدة. تقدمتا تقدما متوازیا عدة قرون،و کانت المدینتان الکبیرتان، بغداد و قرطبة،و هما القاعدتان اللتان کان السلطات فیهما للأسلام،من مراکز الحضارة التی أضاءت العالم بنورها الوهاج أیام کانت أوربا غارقة فی‌ دیاجیر الهمجیة. » *** ذلکم هو قدر بغداد،منذ أن إلتمعت خاطرا فی ذهن الخلیفة أبی جعفر المنصور،فأبتدأ بناءها سنة 145 هـ/763 م لتکون واحدة الدنیا، فریدة فی صورتها و محتواها و دورها. أضاءت العالم بنورها الوهاج أیام‌ کانت العوالم الفالتة عن نطاق دائرتها،غارقة فی دیاجیر الهمجیة. فکما کانت بغداد(خاطرا)فی ذهن المنصور،تجسد فی أرض الواقع... بغداد الیوم‌ (خاطر)فی ذهن صدام حسین،یتجسد علی أرض الواقع... بغداد الأدب‌ و العلم و الفن و التنمیة و الحکمة الممزوجة بالشجاعة فی الرأی و فی سوح‌ معارک الدفاع عن الحضارة و الأرض و الکرامة ضد دیاجیر الهمجیة الجدیدة القادمة من طهران."