خلاصه ماشینی:
"و إذا کان النفط العربی یلعب هذا الدور الفعال فی اقتصادیات هذه الدول،فإن عملیات تسویق انتاج الدول الکبری الغنیة من الأجهزة التکنولوجیة إلی أسواق العالم الثالث و منه العالم العربی،تلعب دورا أساسیا فی النمو الصناعی للنظام العالمی،فی زیادة قدراته علی التصدیر الدائم للإبتکارات التکنولوجیة الحدیثة،بحیث ان الشرکات المتعددة الجنسیات بما تملکه من مواد خام یتم الحصول علیها،بأسعار بخسة،تصدرها لنا مصنعة و جاهزه للإستهلاک ندفع أثمانها بالعملة الصعبة.
ضمن هذا الإطار،لجأت الحکومة الأمیرکیة إلی تعویم بعض الشرکات التی وصلت إلی حافة الافلاس،و ذلک باستخدام سلطة الدولة لحمایة أسواقها المحلیة من منافسة البضائع و السلع الأجنبیة، خاصة الیابانیة منها و الفرنسیة،فاتبعت إزاء ذلک سیاسة الحمایة فی الداخل،و أجبرت البلدان النامیة عبر صندوق النقد الدولی و البنک الدولی نطاق الحمایة علی السلع المصدرة إلیها.
و تذکر احصاءات غرف التجارة فی الولایات المتحدة الأمیرکیة أن ما یتراوح بین 200-300 شرکة عالمیة سوف تسیطر بحلول عام 2000 علی أکثر من 95% من الممتلکات الإنتاجیة فی العالم،و التی تزید قیمتها عن 4000 ملیار دولار.
صناعة الرأی العام و«کارتیل»الشرکات: من المعروف فی عالم الشرکات المتعددة الجنسیات-التی لها مکاتب فی أکثر من مئة دولة فی أنحاء العالم کافة-أن تلجأ إلی صرف الملیارات من الدولارات علی إعلانها بغیة تسویق منتجاتها،فترسل أحیانا استمارات تفصیلیة إلی أساتذة الجامعات المختصین بالدراسة الانثروبولوجیة الثقافیة تطلب فیها لحساب عملائها،معلومات ذات فائدة(کعادات الطعام،و نماذج الاستهلاک للعائلة الجدیدة،و ذلک لمعرفة رغبات الناس و عاداتها لیستطیع مدیر و الشرکات،تصمیم منتوجاتهم حسب نتائج هذه الدراسات،إضافة إلی ذلک،ارسال البیانات بهدف استطاع الرأی إلی الصحف و الإذاعات و تلفزیونات البلدان النامیة،لجمع المعلومات حول الثقافة المحلیة(أذواق و عادات الناس)لیتلاءم مع منتجات الشرکات."