خلاصه ماشینی:
"و أما الصناعة فضیقة جدا بل تکاد تکون معدومة فی لبنان هذا البلد الذی عرف بصناعاته الکثیرة التی کان یصدر منها إلی العالم أجمع و سبب ذلک ان الحکومة لم تفکر للآن جدیا برفع مستوی الصناعة و خلقها من جدید خلقا یتناسب مع الاستقلال و حالة البلاد الحرجة التی نشأت بعد هذه الحرب،إن أزمة بطالة العمال و الضائقة التی طغت علی البلاد لا یخفف من حدتها و یقضی علیها طلا تعزیز الصناعة من قبل الحکومة و هذا لا یکون باعطاء النقد النادر لأحد المحظوظین من أصحاب المصانع فقط أو بتخصیص الألوف من اللیرات لبعض المقربین لیخصصوا فی الأدب أو الحقوق بل یجب أن ترسل الحکومة علی نفقتها من یتخصص فی الصباغ و الکیمیاء الصناعیة و ما شابهها و تعامل أصحاب المصانع علی السواء،و أن تنفق بواسطة مفوضیاتها فی المهجر مع کبار المتمولین من مهاجرینا فتشجعهم علی تأسیس المصانع الکبیرة،لأنهم لا یقدمون علی هذا العمل إلا إذا ضمن لهم حفظ أموالهم و کرامتهم،و عندها یعود زرع التوت إلی لبنان و صناعة الحریر و غیره فیشتغل العامل العاطل و یکثر التصدیر و یقل الاستیراد و یمکن أن نردد«هنیئا لمن له مرقد عنزة فی لبنان»و یمکننا أن نتمتع بنعمة الاستقلال."