خلاصه ماشینی:
"ثم ترکزت الکلمة علی قیاس عظمة الرسول الشخصیة و النفسیة و الدینیة بثلاثة مقاییس،الأول مقدار ما أحدثته تعالیمه السامیة من انقلابات فکریة و اجتماعیة و سیاسیة و ما حققته من أهداف و ألتجته من نتائج حیث بدأت فأحیت موات الجزیرة العربیة و وحدت کلمتها و أصلحت ما کان فاسدا من بلاد الدولتین الرومانیة و الفارسیة و دخل أهل العراق و الشام و مصر فی دین الله أفواجا و ما زالت دعوته الإسلامیة تنتشر حتی وصلت بلاد الصین شرقا و بلاد الأندلس غربا بسرعة لم یعهد لها نظیر،و السلاح الأول للمسلمین هو الإسلام و تعالیمه القرآن و هدایته فالسیف لا یکون عقیدة و لا یخلق فکرة.
الثانی ما کانت تتحلی به شخصیة الرسول من عصامیة،فقد کان الرسول عصامیا من الطراز الأول قضی الهزیع الأول من عمره یرعی الأغنام لأهل مکة(؟)و یتاجر لهم فی أموالهم معتمدا بعد الله علی أخلاقه العالیة و شجاعة نفسه و قوة قلبه و سمو روحه حتی جاءه الوحی و صار النبی المرموق بالأنظار یأمر فیطاع أمره و تواتیه الانتصارات و تقبل علیه الغنائم فما تتغیر نفسه و لا یکتنز لنفسه مالا بل یخرج من الدنیا عصامیا کما دخلها عصامیا."