خلاصه ماشینی:
وقد استطاعت أنماط الإنتاج عبر الحقب التاریخیة المتلاحقة, منذ نشوء الإسلام وتوسعه فی المنطقة وحتی قیادته العالم الإسلامی والجزء الکبیر من القسم المسیحی الجاثم علی بقع شاسعة من ذلک العالم الغربی, فقد استطاعت أنماط الإنتاج والتشکیلات الاجتماعیة والأخلاقیة الجدیدة, ثم المخزون الثقافی المتواصل العطاء, والثروة الهائلة من الفکر والمبادئ والقیم التی جاء بها القرآن الکریم للبشریة جمعاء..
النمط الجدید ولم یعد خافیا علی أحد أن نمط الدین الجدید الذی بات یکتسح کل العراقیل التی وضعت أمامه, ویخترق کل الحدود الموضوعة, وأضحی قوة عالمیة جدیدة ینبغی أن یقام لها وزن فی العالم آنذاک, وأن نمط هذا الدین بدأ یکتسب بعدا خاصا یحسب له حسابه, ومفهوما اجتماعیا شاملا تلتحم فی إطاره جمیع الأوجه: الاقتصادیة والسیاسیة والتقنیة والثقافیة والتعلیمیة, إضافة إلی الأطر الأیدیولوجیة الحدیثة, مما یشکل فی النهایة مدرسة حضاریة متکاملة قائمة علی أسس ومبان أبهرت الناس, وجذبت اهتمام حتی من کان یقطن الأقطار البعیدة عن هذه الحوادث المتلاحقة والمتسارعة, من خلال ما تنقل عبر التجار والمسافرین من أخبار وتطورات متعلقة بهذا الدین الجدید.
کما دعا إلی أن ما وراء هذه الحیاة حیاة أخری, یحاسب فیه کل إنسان علی ما أتی من خیر أو شر, فالإنسان یعز علیه أن لا ینال الخیر أجره, وأن لا یلقی الشر جزاءه, والاعتقاد بوجود إله عادل یستتبع حتما جزاء علی الخیر والشر, فإن لم یتم العدل فی عالم الأرض فلا بد أن یتم هناک فی عالم آخر, یقول الله تعالی: (ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ( [البقرة: 284].