خلاصه ماشینی:
"هذه الندوة تمیزت من ناحیتین:الناحیة الأولی تمثلت فی أطروحتها و التی أشارت إلی دراسة لموضوع شاعت الدراسات بصدده، إلا أنها مثلت جهدا فردیا ضمن إشارات عابرة لقضایا متعددة،و لم تستوعب تلک الدراسات عناصر الدراسة العلمیة و المنهجیة المنظمة لموضوع ممتد،ضمن مستویات بحثیة متنوعة و متکاملة فی آن واحد،إذ استقر القائمون علی المشروع بدراسة موضوع العلاقات الدولیة فی الإسلام علی مستویات ثلاثة:أولها العلاقات الدولیة فی الأصول،و ثانیها العلاقات الدولیة فی التاریخ السیاسی للمسلمین،و ثالثها رؤیة الفکر السیاسی الإسلامی للعلاقات الدولیة و لقضایاها الکبری،و أفکارها المفتاحیة ضمن سیاقاتها الفکریة.
و فی إطار هذین التمیزین حملت هذه الندوة عناصر مهمة من الجدیر الإشارة إلیها و التأکید علی إبرازها: 1-أشارت هذه الندوة إلی إمکانیات التعاون المؤسسی بین مؤسسات بحثیة و علمیة و تعلیمیة مثلث،بتبنیها و حرصها علی إجراء هذه الندوة تقدیرا لعمل الفریق البحثی و إنتاجه العلمی فی إطار مشروع العلاقات الدولیة فی الإسلام،کلیة الاقتصاد و العلوم السیاسیة ممثلة فی مرکز الدراسات و البحوث السیاسیة،و جامعة العلوم الإسلامیة و الاجتماعیة فی فرجینیا فی الولایات المتحدة،و المعهد العالمی للفکر الإسلامی فی واشنطن و القاهرة،و الذی تابع هذا العمل مادیا و سانده معنویا إلی أن تمت أهم مرحلة فیه بطباعة أجزائه الإثنی عشر.
و بدا لبعض التوجهات أن تبنی بعض الأدوات المنهجیة الغربیة و محاولة تطبیقها فی إطار تنظیم المادة العلمیة و الجمع بین أدوات أخری مکملة،هو مما یشکک فی وصف المنظور بـ«الإسلامی»، و أن إجراء جملة من المقارنات حول المفاهیم الإسلامیة و الغربیة هی من أهم المناطق البحثیة من غیر أن تنفی أن یکون منظور البحث إسلامیا،فغایة هذا المنظور أن یستفید ما استطاع من کل الإمکانات البحثیة المتاحة وفق عناصر إطار المرجع التی تشیر إلی الرؤیة الکلیة،و کذلک المرجعیة المتمثلة فی الواقع و ما یدل علیه من قضایا و أفکار واجبة البحث،محددة عناصر جدول الأعمال البحثی و أولویاته،و کذلک الجماعة العلمیة و ما تعبر عنه من عناصر مشترکة:لغة خطاب،و إمکانات بحثیة،و اهتمامات متنوعة."