خلاصه ماشینی:
"لوصف الشخصیة لا بد،و کما هو الحال فی اغلب علوم الانسان، من استخدام مفهومی البنی و العلمیات،حیث تشیر البنیة الی تنظیم الاجزاء أو صیاغتها فی نسق یتمتع بقدر کثیر او قلیل من الثبات،فی حین تتصل العلمیات بالفعالیات و الانشطة التی تقوم بها تلک الاجزاء و الطریقة التی تتفاعل بها و ما یطرأ علیها من تعدیلات و تحویرات،و غالبا ما یطلق علی هذه الفعالیات فی علم النفس الدینامیات.
فالدافع الذی تحدثنا عنه یتمثل بواسطة حفزات،و هذه الحفزات لکی تستطیع التعبیر عن نفسها،و بالتالی احداث التأثیر المطلوب لا بد ان یکون لها تمثیلات بدنیة،ای مناطق فی البدن یکون تهیجها معبرا عن الحفزات، و هی المناطق نفسها التی یجری فیها اطفاء الاثارة و التهیج او بلغة التحلیل ازالة او تخفیف الالم(التوتر).
ما هی الآثار التی یمکن تترکها هذه المراحل علی شخصیة الرشد؟لنأخذ المرحلة الفمیة کمثال: للفم عدة وظائف منها:تناول الاشیاء و الامساک بها و العض و القضم و البصق و الاطباق و المضغ.
و لکن عندما تتوفر خمیرة قادرة علی هضم غذاء بمقدور نواتجه بناء الخمیرة المفقودة و التی ذکرنا،فان القدرة علی التمثیل تتسع و تتعمق و هکذا نجد ان فی هذه العملیة یقود کل جزء فیها الی الجزء الآخر علی نحو جدلی متفاعل.
و قد کان فروید واضحا مباشرا حول صلات مراحله النفسیة الجنسیة بالشخصیة،فقد نظرل الی شخصیة الراشد باعتبارها تحمل«اثارا متخلفة» عن صراعات المراحل المبکرة فی طفولته علی نحو ما تم ذکره عند الحدیث عن المرحلة الفمیة.
و بینما کانت الطاقة اللازمة لبزرغ التفکیر التکیفی،عند فروید تصدر اساسا من الحفزات الغریزیة التی یتم تقیید الطاقة الصادرة عنها من قبل الانا و استثمارها فی العملیات النفسیة المختلفة بما فیها المعرفیة،اعتبر بیاجیه التراکیب المعرفیة حاویة فی ذاتها علی الطاقة اللازمة لبزوغها و نموها."