خلاصه ماشینی:
"و سیرة الشاعر و ثقافته و عقیدتع و نفسیته و سلوکه تقرب النص الی الذهن و تفتح فیه فضاء رحبا،وعزل النص عن مؤلفه یؤدی الی فهم غیر سلیم،و لیس دقیقا أن«کل معلومة یأتی بها الناقد من خارج هذا النص لتوضیحه-سواء کانت مستمدة من وقائع عامة معاصرة أم من أحداث ألمت بالکاتب-لا تؤدی الی اکتشاف من الرؤیا اذا لم تکن هذه الرؤیا فی النص نفسه»12،و لیس دقیقا أنه«لا وجود لشیء خارج النص»13،و انما یبقی النص داخلا لا قرار له من خارج حاضر فیه و یبقی علی«الناقد مهمة ژالنظر الی هذا الخارج فیما هو ینظر فی هذا الداخل الذی هو النص»14، قال الدکتور موریس أبو ناضر:«إن القراءة الشاملة لبنیة النص الداخلی هی الدعامة الأساسیة لقراءة بنیة الخارجیة»15،و قال:«إن القراءة الآلسنیة الشاملة لبنیة النص الداخلی هی البدایة و النهایة القراءة بنیتة الخارجیة»16و هذا صحیح،و لکن القراءة الدقیقة لن تتم الا اذا استمدت من الخارج ما یعینها علی تفهم النص و الوقوف علی مقاصدة لکی لا یقع الناقد فی تفسیرات عجیبة و أحکام غریبة،أی أن الدراسة النصیة التی شاعت و وضع مصطلحا بدل البلاغة17«لا تقتضی عزل النص عن منشئه وجوه و واقعه،ثم محاورته لذاته لمجرد استکشاف قضایاه اللغویة و تقنیاته البلاغیه، و لکنها تمثل التجربة الخلاقة للشاعر بکل أبعادها و امتداداتها الافقیة و العمودیة،علی أساس أن هذه التجربة البعیدة الغور فی النص هی التی فجرت طاقات اللغة و استخرجت أنواعا من التشکیلات،وصولا للتکامل الجمالی الذی أمکنه حمل الابعاد الفکریة و الشعوریة المختزنة»18.
و عرف هذا المنهج فی بعض الدراسات و لکنه أهمل کما أهملث المناهج الأخری بعد شیوع البنیویة و الاسلوبیة و ما بعدها،و عزا الدکتور حسین خمری اختفاءه الی ما ظهر فی بعض الاعمال من تلفیق،یقول و هو یتحدث عن اتجاهات النقد:«أما فی الادب العربی فقد ادرک النقد هذه الظاهرة و أحسها بعمق فی الوقت الذی ظهرت فیه بعض النظرات المذهبیة و التحزبیة قجاه الادب و النقد و ظهور النظرة التجزیئیة لقضایا الادب،و کانت ردة الفعل أن وجد الاتجاه التکاملی،و هو کمحاولة مبارکة تستحق کل التشجیع، و لکن سرعان ما انحرف هذا الاتجاه من رؤیة متکاملة للعمل الادبی الی نوع من التلفیق،اذ عجز بعض النقاد عن ادراک المعنی کوحدة تامة فعمدوا الی بعض الدراسات المفتتة التی تحوی بعض الملاحظات الاجتماعیة و النفسیة و الجمالیة،و لکن ما ینقص هذه الملاحظات هو التکامل ذاته»64."