خلاصه ماشینی:
"المؤرخ یحقق النصوص و یتفحص الظواهر و یقارن الروایات و ینقد (1)تتألف هذه الدراسة من فقرات و جیزة مختارة و مقاطع قصیرة منتخبة من فصل واحد من فصول کتاب جدید للباحث سیصدر قریبا بعنوان(من التأریخ الی فلسفة التاریخ:جذور الفکر القومی فی التراث الاسلامی و الصراع الفکری بین العرب و الفرس).
و فیلسوف التاریخ یسیر الاغوار،و یتفحص الاعماق،و یحلل و ینقد و یقارن الجسور و الوشائج و الروابط و العلاقات بین الحقائق و الوقائع و الاحداث و العصور،و یسأل لماذا حدث ما حدث کما حدث و لیس علی نحو آخر و هل کان یمکن أن یکون مختلفا و کیف و لای سبب و یبحث عن الروافد الاساسیة والخطوط الکبری و التیارات العرضیة و الاتجاهات العامة،و یربط النتائج المتفقة أو المختلفة أو المتشابهة،و یدرس الدوافع و الاسباب و الاهداف والظروف و الملابسات،و یستخرج المعانی و الدلالات و العبر و الدروس و السوابق و الاحکام،وصولا الی تفسیرات معقولة واضحة دقیقة،انطلاقا من تصورات کلیة شاملة،بعقلیة و منهجیة الباحث المتفلسف.
و سنجیب علی تلک المقولة«التجریبیة»العابثة بالعبارة التالیة: ان کل ظاهرة أو واقعة أو تجربة فیزیائیة أو کیمیائیة أو طبیعیة هی أیضا ظاهرة أو واقعة أو تجربة فریدة بالمعنی الحرفی الدقیق للکلمة،قائمة بذاتها، مستقلة بنفسها،و لا یمکن ن تتنکرر حرفیا،فهل امتنع علم الفیزیاء أو الکیمیاء أو الطبیعیات عن استخلاص و استخراج القوانین الکلیة العامة الشاملة الفیزیائیة أو الکیمیائیة أو الطبیعیة؟و هل ینبغی أن تتنازل و ان تتخلی تلک العلوم عن القوانین الکلیة العامة الشاملة التی تمتلکها الآن بالفعل و التی دفعت ثمنا فادحا و استغرقت تطورا طویلا للوصول الیها و الحصول علیها و الانتفاع بها؟حقا ان الانسان یختلف بالوعی عن الکون اختلاف التاریخ عن العلم."