"و قد تکونت عدة مظاهرات بریئة کانت تموج بها الطرق و هی تهتف من أعماق قلوبها بحیاة مصر و دستورها و زعیمها و أعضاء الوفد و قد تمکن فریق من المتظاهرین من دخول المحطة قبل أن توصد أبوابها و کانوا رافعین أعلاما مصریة مرددین الهتاف بحماسة فائقة فرآهم بعض السیاح الامریکیین المسافرین بقطار الساعة التاسعة و النصف صباحا فلم یسعهم إلا أن یحیوا المتظاهرین بقولهم«هو راه هو راه»فکانت هذه مجاملة قوبلت بالشکران و حضر معالی مکرم عبید بک وزیر المالیة الی المحطة فی الساعة التاسعة و الربع لتودیع السیدة المحترمة قرینته و کانت مسافرة الی الاسکندریة بقطار الصباح فلم تکد الجماهیر تری معالیه حتی هبت من جانبها عاصفة قویة من الهتاف و التصفیق ثم أراد العودة الی بیت الامة لمرافقة الرئیس الجلیل و زمیلیه عضوی الوفد الرسمی عند حضورهم الی المحطة غیر ان الجماهیر التفت حول معالیه هاتفة مصفقة و قد حملته فوق الرؤوس و لم یستطع بعد ذلک ان یشق طریقه وسط الجموع فاضطر الی البقاء فی المحطة فی انتظار رئیس الوفد الرسمی و عضویه و قد أوفد صاحب الجلالة الملک حضرة الاستاذ احمد بک حسنین الامین الاول لتودیع الوفد الرسمی و ناب صاحب العزة علی بک شریف عن صاحب السمو الامیر الجلیل یوسف کمال کما وفدت دار المندوب السامی المستر سمارث سکرتیرها الشرقی و وقف عدد کبیر من طلبة المدارس علی أبواب المحطة و فی فنائها الداخلی."