خلاصه ماشینی:
"هذا و نحن نتحدث فی مشرق عربی یعتبر زائدا فی اهتمامه باللغة فکیف بنا إذا ما أردنا تناول وضع اللغة فی المغرب العربی حیث تحاول الفرانکوفونیة جاهدة أن تحل بدیلا دائما للغة العربیة و فی هذا الصدد تحاول أجهزة الإعلام الغربی الممالئة للصهیونیة نشر فکرة أن من یکتب بالفرنسیة أو الإنکلیزیة یخرج عن طوق العزلة و یصل إلی العالمیة،و إذا لم یتم مواجهة المصطلح الأجنبی بشکل مدروس فإن تدفق آلاف الکلمات و التعابیر و المصطلحات الغربیة ستطرد اللغة العربیة شیئا فشیئا من الثقافة و العلوم و المعلوماتیة و من ثم من الحیاة،و اللهجات المحلیة أعجز من أن تواجه هذا الدفق أما الفصحی فهی القادرة علی التطور و النمو إذا ما تمت رعایتها بشکل مدروس؛و هی الوحیدة التی لها القدرة علی استیعاب الوافد و تولید الجدید من الکلمات و التعابیر و المصطلحات العربیة المعبرة عن الاکتشافات و الاختراعات و المفاهیم و القیم الجدیدة و هی الوحیدة القادرة علی تزوید العربی بکل أدوات التعبیر و التفکیر و الإبداع.
اللغة و السیاسیة: من أجل تمکین مجامع اللغة العربیة من القیام بدراسات و وضع خطط و استراتیجیات علی مستوی عربی لصون اللغة العربیة و تمکینها من مواکبة الإنتاج المتسارع للمصطلح الأجنبی فی مختلف العلوم و الفنون لا بد أن یعی السیاسیون العرب أهمیة هذه المسألة و یضعونها علی قائمة أولویاتهم لأن هذه المهمة و رغم کونها مسألة لغویة فی الأساس فهی فی النتیجة مسألة سیاسیة لأنها مسألة تتعلق بحمایة الهویة القومیة و هی مسألة وجود و لذلک لا بد من وضع برامج وطنیة منسجمة ضمن خطة قومیة شاملة تقوم علی أساس العمل المشترک بین مجامع اللغة العربیة فی الأقطار العربیة کافة من أجل تنسیق الجهود و تشاطر المسؤولیات کی یتم تجنب الهدر الذی ینجم عن تکرار الجهد فی أکثر من بلد عربی کأن یتم مثلا تشکیل لجان مشترکة من الفقهاء و اللغویین المختصین بجانب محدد من المعرفة و العلوم و الفنون و التقنیات و الخروج بجهد مشترک و مصطلح عربی موحد یستخدم علی نطاق الإعلام العربی ککل."