خلاصه ماشینی:
"30 و رمت دوابرها السفا و تهیجت ریح المصایف سومها و سهامها و مما یشیر أیضا إلی الیبس و الجدب و عدم الخصب تشبیه الغبار المضطرب بقوائم و العیر و ظلالهما بدخان نار أوقدت بخشب یابس فتنشر بسرعة: 31 فتنازعا سبطا یطیر ظلاله کدخان مشعلة یشب ضرامها 32 مشمولة غلثت بنابت عرفج کدخان نار ساطع أسنامها و فیما بعد ذلک مباشرة(فی البیتین 34 و 35)نری الأتان و العیر و هما یصلان إلی الماء-أی ما یقابل صورة القفر و النار التی سیطرت علی الجزء الأوسط من هذه الفقرة-حیث یخوضان الغدیر الذی تنمو فیه النبتات المائیة الخصبة الوافرة: 34 فتوسطا عرض السری و صدعا مسجورة متجاورا قلامها 35 محفوفة وسط الیراع یظلها منه مصرع غابة و قیامها و نستطیع أن نستنبط من هذا التشبیه الطویل نموذجا ثلاثیا یوازی نموذج طقس العبور،فهناک-1-وصف الخصب(اللبن و الحمل)، فالانقطاع عنه؛-2-فوصف طور انتقال علی هامش الحیاة و الجولان فی القفر و التعرض للمتاعب و الأخطار؛و أخیرا-3-الدخول مرة أخری فی حالة الحیاة و الخصب،أی خوض الحمارین غیر الماء،فقد نسمی مثل هذا التشبیه المستطرد«قصیدة ضمن القصیدة»ذات وظیفة دلالیة، أی تکرار الرسالة الشعریة الأساسیة و تأکیدها.
و عند ما نقارن بین وصف اللحوم النیئة بدارة جلجل و بین وصف اللحوم المطبوخة یتضح أنه کما تعبر الأولی عن الحالة الطبیعیة و عدم النضج،تعبر الثانیة عن الحضارة و النضج: 67 فظل طهاة اللحم من بین منضج صفیف شواء أو قدیر معجل و یختتم الشاعر وصف الفرس بصورة تعبر عن حالة العابر بعد الاندماج إلی المجتمع و بعد تحمل المسؤولیة،فهی صورة الطاقة الطبیعیة المقیدة لخدمة المجتمع: 69 فبات علیه سرجه و لجامه و بات بعینی قائما غیر مرسل أما وصف العاصفة الذی یکون الجزء النهائی لمعلقة امرئ القیس (الأبیات 70-82)،فهو صورة ذات جذور عمیقة فی میثوبیا (Mythopoesis) الشرق الأوسط،حیث نجد فی أسطورة من أساطیر سومر وصف نزول المطر علی الأرض بأنه سیلان منی الإلة انکی (Enki) فی رحم الإلاهة ننهورسغ (Ninhursag) أی ما یعبر عن الخصب و الإنجاب."