خلاصه ماشینی:
"5-انعدام الأسس المادیة لدوافع الحقد و الرغبة فی الثأربین الأکثریة العربیة و الأقلیات «العرقیة»الأصیلة،و ذلک لأن سقوط السیادة الوطنیة لشعوب المنطقة،و خضوعها لسلطان الفرس و الاغریق و الرومان قبل أحد عشر قرنا-جعل الفتح بالنسبة إلی شعوب المنطقة أقرب لحرکة تحریر،تقوم به جماعة بینها و بین تلک الشعوب قرابة جنسیة و لغویة،تستهدف إسقاط القهر القومی و الظلم الاجتماعی اللذین تمارسهما أمم أجنبیة.
و فی مواجهة تحدیات الحاضر و احتمالات المستقبل تواجه الباحث تساؤلات ثلاثة: الأول:هل متیسر تصفیة ترکة الأمس دون تضحیة بإیجابیات التعدد المبدع؟ الثانی:هل بالمستطاع إضعاف دور النخب الردیئة فی أوساط الأقلیات؟ الثالث:هل ممکن تحصین الأکثریة ضد ردود الفعل العصبیة التی تولدها مواقف و ممارسات تتم باسم الأقلیات،و هی فی تناقض تام مع مصالح و طموحات و ارادات الغالبیة الساحقة من نخب و جمهور الأقلیات العرقیة و اطائفیة فی الوطن العربی؟ تساؤلات ثلاثة یمکن اجمالها فی سؤال واحد: کیف الخروج من إسار الماضی و الحاضر و التأثیر ایجابیا فی المستقبل؟ و فی الاجابة عن السؤال الأخیر نقول:ما دامت مشکلة الأقلیات،رغم کل تأزمها،فرعا من مشکلة الأمة فإن مستقبلها غیر منفصل عن المستقبل العربی العام.
و حین ینتهی المجتمع العربی إلی تقدیم الولاء الوطنی و القومی علی کل ولاء طائفی أو عرقی فإن فی ذلک إغناء لخصایة التعدد فی ظلال الوحدة، التی وفرت للأمة العربید مرونة نسبیة جعلتها تشهد أقل قدر من الصراعات الطائفیة و العرقیة، قیاسا بما شهدته کثیر من الأمم عبر الزمن."