خلاصه ماشینی:
"فمن بین الأسئلة التی یطرحها المؤلف فی هذا الفصل:ما الدور الذی تلعبه التنشئة الاجتماعیة و السیاسیة فی تماسک المجتمع و وحدته و دیمومته و استمرار بقائه و من الذی یقرر نوع التنشئة التی لا بد من تبنیها،و إلی أی حد یمکن أن تکون عملیة التنشئة عامل هدم بدلا من أن تکون عامل بناء؟إن محاولة المؤلف الاجابة عن مثل هذه الأسئلة و غیرها،حدا به إلی معالجة مفاهیم التنشئة،فی الفکر الاجتماعی الاغریقی و الرومانی،و فکر العصور الوسطی، محاولا ربط مفاهیم التنشئة بالعلوم المعاصرة، مثل علم النفس و علم الإنسان،و العلوم السیاسیة و الاجتماعیة.
أما عن قضیة التنشئة الاجتماعیة و السیاسیة فی الوطن العربی،فیری المؤلف أنها خضعت منذ أواخر القرن التاسع عشر، إلی تیارات مختلفة فی الشکل و المضمون،بل و متصارعة بعضها مع بعض فی کثیر من الأحیان،و إن کانت قد بدت علی السطح و کأنها تهدف لبناء أمة عربیة جدیدة.
و یتساءل المؤلف فی هذا الفصل،عن کیف یتعلم أبناء الوطن العربی بناء الدولة؟بناء علی التحلیلات الاحصائیة،وجد المؤلف أن ثلث عینة البحث،تری أن الدولة تبنی عن طریق تطبیق نظام الکفاءة و الجدارة بین أبنائها،فی حین یری أکثر من ربع العینة بقلیل،أن العمل الجاد هو الذی یبنی الأمم و الدول، بینما یؤکد ربع العینة أیضا،علی أن إرادة الله هی السبب فی ذلک.
صحیح أن هناک ملامح عامة من حیث اللغة و الدین و بعض العادات و التقالید تجمع بین أقطار الوطن العربی،إلا أن لکل قطر تجاربه السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة الخاصة به،و التی تترک تأثیرها المباشر و غیر المباشر فی عملیة التنشئة فی کل قطر علی حدة،الأمر الذی یؤدی إلی صعوبة التعمیم (Generalization) و استخلاص النتائج بناء علی عینة مأخوذة من قطر واحد و من منطقة جغرافیة محددة،کما هو الحال فی الکتاب الذی بین أیدینا."