خلاصه ماشینی:
"و ارتباطا بذلک فقد کان من الطبیعی أن تأتی قضیة الانتقاء بعیدة عن الأولویات و الحاجات الفعلیة للمنطقة،سواء بالنسبة إلی الأجهزة التی یفضل الترکیز فیها-تبعا للحاجات المشار إلیها-علی الحاسبات الصغیرة (Micro) ،بدلا من الاتجاهات السائدة لاقتناء الأکبر و الأکثر تعقیدا؛أو بالنسبة إلی التطبیقات و البرمجیات،التی ما زالت محصورة فی المجالات التقلیدیة،کالأجور و المخازن والحسابات،دون أن یتطرق هذا إلی المجالات الأکثر تطورا و فعالیة مثل: 1-إقامة قواعد المعطیات بالوزارات و المؤسسات،التی تمثل أهمیة بالغة فی ترشید عملیات التخطیط و اتخاذ القرارات و تسریع المعاملات.
تلک التجربة المتعلقة بدراسة«استشراف المستقبل العربی»4التی استغرقت نحو ثلاثة أعوام، و شارک فی إعدادها مجموعات کبیرة من المتخصصین و الباحثین،و التی تعثرت فی بدایتها-نحو أربعة أعوام-کنتیجة لما کانت تتطلبه من إمکانات تمویلیة باهظة،التی تمثل أحد حلول مواجهتها فی الإستعاضة عن استخدام الحاسبات الکبیرة بحاسب وحید شخصی،أضیف إلیه-تأجیرا-حاسب (4)دراسة استشراف مستقبل الوطن العربی التی تمت فی اطار مرکز دراسات الوحدة العربیة.
خامسا:المعاییر و توحیدها یأتی الشریف إلی رابعة القضایا ذات التأثیر الجوهری فی مستقبل الحاسبات بالمنطقة،التی تتمثل فی غیاب معاییر موحدة لموصفات کل من الأجهزة و البرمجیات المتداولة فی الأقطار العربیة،إلی الدرجة التی تتعدد فیها تلک المواصفات علی مستوی منتوجات الشرکة الواحدة،الأمر الذی لا تقتصر آثاره علی ما یفرضه ذلک من أعباء جسیمة-فنیة و مادیة-علی المستهلک،بل- و هذا هو الأخطر-فیما یلحق بقضیتی التعریب و تصنیع الحاسبات من تعویق جذری،کنتیجة لعدم الإتفاق علی نظام شیفرات معینة لترمیز الحروف العربیة،علی الرغم مما أنجزته المنظمة العربیة للمواصفات و المقاییس فی هذا المجال الحیوی،و لم تأخذ به البلدان العربیة لإلزام الشرکات الموزعة به."