خلاصه ماشینی:
"و ما حقیقة و سم الصین بالمارکسیة المتحولة إلی رأسمالیة،إلا محاولة العودة إلی التناقضات و الصراعات الفکریة بین الصین و السوفیات سابقا:فی الوقت الذی یبدو مثل هذا الطرح قد تجاوزه الزمن بعد سقوط الاتحاد السوفیاتی،الذی کان یشکل حلیفا استراتیجیا لمنظومة بلدان العالم الثالث،التی قد تکون عانت الکثیر جراء سقوطه،بحیث تبدو المشاریع الاقتصادیة و التنمویة فی هذه البلدان فی حالة انتکاسة و إحباط.
إذن،ما یمکن استخلاصه:إن مثل هذه المعاییر،إنما تعکس محاولة للسیر علی طریق التنمیة الرأسمالیة،فی الوقت الذی تبدو بلدان العالم الثالث بأمس الحاجة إلی تحقیق الاکتفاء الذاتی أولا،و بعد ذلک یمکن التفکیر بعملیات التصدیر،لا سیما إذا أخذنا فی اعتبارنا،أن بلدان العالم الثالث،قد سجلت تراجعا و إخفاقا فی مجال الصناعة و التصنیع،علی حد رأی الباحث17.
و هذا بدوره ما یجعل مشکلة البطالة فی بلدان العالم الثالث،التی أشار إلیها الباحث21،تظل قائمة،و ربما فی تزاید مستمر،علی اعتبار أن الدول الرأسمالیة لا تأخذ فی اعتبارها قضیة البطالة،و ضرورة الخلاص منها،مما یعنی بالنتیجة التوصل إلی النتیجة التی وصل إلیها الباحث بقوله:«إن التنمیة علی صعید عالمی لا یمکن أن تلغی الاستقطاب و أن (16)أمین،المصدر نفسه،ص 100.
والتحدی الثانی:یبرز فی التقشف و الحاجة إلیه:و هنا قد یجد قاریء خارطة الواقع العربی اجتماعیا و اقتصادیا،أنه لا جدید بذلک،فالجماهیر تعیش حالة من الفقر،و البطالة،و سوء أوضاعها الاجتماعیة و الاقتصادیة منذ القدیم،و إن ما طرحه الباحث من:إدارة عادلة؛و تشدید منهجی؛و بناء مشروع مجتمعی صالح و غیر دیماغوجی،إنما هو بحاجة إلی تصویب أکثر،و أعنی بذلک ضرورة توفیر نماذج قیادیة شعبویة فکرا و سلوکا؛و سیاسة واضحة المعالم،تدرک بموجبها الجماهیر أن ما یتم هو لصالحها،کی تقف إلی جانب المشروع و تدعمه،لا سیما و أن الجماهیر الشعبیة تؤمن بمقولة:«اصبر علی المرة حتی تأکل الحلوة»؛و توظیف الطاقات البشریة کافة ضمن مبدأ مراعاة الکفاءة."