خلاصه ماشینی:
"و هو أیضا الموضع الذی أکدته و تؤکده تطورات السیاسة الخارجیة المصریة منذ أوائل حقبة السبعینات،و فی هذا الاطار تحاول هذه الورقة أیضا اعادة ربط و ترتیب عملیات الفعل وردود الفعل فی محاولات ضرب مصر الثورة و عزلها، استنادا الی فرضیات محددة و هی: -ان صراع الشرق الأوسط هو الصراع الأساسی فی المنطقة و هو صراع بین الاستعمار المتغیر و بین الأمة العربیة.
و لکن کان من الممکن دائما أن تکون الرسالة المخصصة للمصریین اضافة للرسالة المعنی بها کل العرب،و هی اضافة لا افتعال فیها لأن الثورة نفسها کانت مقتنعة بأن اسرائیل محاولت دولیة جدیدة لعزل مصر،و أن احتلال فلسطین هو الوسیلة المناسبة لتحقیق هذا الهدف،و هی أیضا رسالة لا تتناقض مع الرسالة الموجهة إلی کل العرب و التی یکون الترکیز فیها علی خطورة اسرائیل علی الکیان الفلسطینی و الشعب الفلسطینی و خطورة أحلام اسرائیل للتوسع فی أراض عربیة متاخمة لفلسطین.
و کان رد الفعل المصری علی الإجراء الاسرائیلی-الذی هو فی حقیقته رد فعل أمریکی غیر مباشر-تأکید دور مصری نشط فی حرکة عدم الانحیاز و الانتقال بمصر إلی مرکز قیادی مرموق بین دول العالم الثالث،ثم عقد الصفقة التشیکیة،و هو القرار الذی تصورت الثورة أنه یدخل فی حیز الصراع العربی الاسرائیلی،بینما فسرته الولایات المتحدة علی انه یتجاوز هذا الإطار لأنه یمثل تمردا خطیرا علی السیطررة الغربیة فی المنطقة و اختراقا من دولة صغری لتوازن نظام القمة الدولیة.
و علی امتداد معظم هذه الفترة تجنبت اسرائیل المواجهة العسکریة مع مصر فالصراع فی هذه الفترة کان صراعا مباشرا بین الولایات المتحدة و رموز القومیة العربیة و فی مقدمتها ثورة یولیو و الوحدة المصریة السوریة و حرب الیمن."