الثروة المعدنیة فی صحراء مصر - 4 - مقاله

"عندئذ وصل هذا النبأ العظیم‌ الی سمو الخدیو السابق عباس حلمی باشا فبادر و أخذ امتیازا من الحکومة باستخراج‌ الزبرجد و ارسل الی الجزیرة مامورا من قبل‌ الخاصة و معه العمال و الادوات اللازمة و باشروا العمل و کانوا یرسلون ما یستخرجونه الی وکیل‌ اختارته الخاصة من أعیان السویس و لکنه‌ لم یکن من أهل المعرفة بقیمة الجواهو فاشرک‌ معه آخرین کانوا یفتحون ما أغلقه مامور الخاصة المقیم بالجزیرة بدعوی ان موظفی جمرک السویس‌ یریدون معاینة الجوهر و تقدیر ثمنه و کانت هذه‌ العملیة سببا فی نشل الاحجار الکبیرة ذات‌ القیمة و ترک الصغیر التافه لصاحب الامتیاز کما کانت سببا فی عزل المامور المسکین و ابطال‌ العمل و بیع الامتیاز لشرکة فرنسیة و لکنها لم‌ تشتغل و لم تستخرج شیئا من تلک الجزیرة لاسباب‌ مجهولة فالغی امتیازها بقرار من مجلس الوزراء و هی مؤجرة الآن بعقد امتیاز لشرکة تعدین‌ البحر الاحمر The red sea Mining Co. و لکن لم یستخرج منها شی‌ء منذ سنة 1914 بسبب الحرب العالمیة و صعوبة المواصلات‌ البحریة و فوق ذلک یظهران هذه الشرکة أخذت‌ الامتیاز بقصد الانتفاع ببیعه لغیرها لا بقصد استخراج المعدن و عرضه للبیع فی الاسواق‌ و عندی ان الحکومة تنصف اذا عدلت قوانین‌ المناجم و رخصت للافراد باستخراج المعادن‌ و الجواهر کل حسب قدرته و اجتهاده مقابل‌ رسم أو ضریبة تأخذها و حراس تقیمهم علی‌ حساب المشتغلین و یوجد الزبرجد فی أماکن اخری خلاف‌ الجزیرة المعروفة باسمه بدلیل ما نشرته مصلحة المناجم فی تقریرها المطبوع بمصر سنة 1924 و ما أخبرنی به أحد رؤساء البحارة من وجود جزائر صغیرة بالبحر الاحمر فیها الزبرجد- و لقد عثر أحد مهندسی المنائر فی میناء الاسکندریة سنة 1909 علی أحجار من الزبرجد و لکنها أقل جودة مما یوجد فی جزر البحر الاحمر."