خلاصه ماشینی:
"علی أن الجمعیة التی ظلت مطبوعة بطابع مغربی واضح و مستمر مجسمة وحدة العمل من أجل التحریر و مبلورة فکرة«المغرب العربی»و عاملة بوحی منها،هی«جمعیة طلبة شمال افریقیا المسلمین»، الجمعیة التی قامت بدور بالغ الأهمیة فی اقامة علاقات صداقة شخصیة بین طلاب المغرب العربی الذین کانوا یدرسون فی الجامعات الفرنسیة و الذین سیصبحون فیما بعد،فی کل من المغرب و الجزائر و تونس، العمود الفقری للنخبة المسیرة فی البلدان الثلاثة قبل الاستقلال و بعده.
هکذا سیتضمن برنامج الحرکة الوطنیة لعام 1936 فی المنطقة الشمالیة التی کانت تحتلها اسبانیا من المغرب فقرة تطالب بـ«اعادة ربط العلاقات بین الجهات الثلاث تونس و الجزائر و المغرب،و اعادة العلاقات بین هذه المناطق و البلدان العربیة الاسلامیة»،و من أجل توثیق عری الوحدة بین أبناء شمال افریقیا یقترح البرنامج المذکور،«توحید اسلاک التعلیم و تألیف کتاب مشترک فی التاریخ یدرس فی الأقطار الثلاثة»3.
و فعلا تمکن المؤتمر من توحید الهدف الذی ظل یجمع منذ ذلک الوقت حرکات التحریر بشمال افریقیا فأعلن:«بطلان معاهدة الحمایة المفروضة علی تونس و مراکش(-المغرب)و عدم الاعتراف بأی حق لفرنسا فی الجزائر»و«رفض الانضمام للاتحاد الفرنسی فی أی شکل من اشکاله»و«الاتفاق علی غایة واحدة هی الاستقلال التام و الجلاء»و«تکوین لجنة دائمة من رجال الحرکات الوطنیة مهمتها توحید الخطط و تنسیق العمل لکفاح مشترک»و«العمل علی توحید المنظمات العمالیة و الاجتماعیة و الثقافیة و الاقتصادیة فی الأقطار الثلاثة و توجیهها توجیها قومیا».
و فی السنة نفسها،و بالضبط فی التاسع من کانون الأول/دیسمبر 1947 تشکلت اللجنة التی أوصی بها المؤتمر و أطلق علیها اسم«لجنة تحریر المغرب العربی»،و أسندت رئاستها لزعیم الثورة الریفیة المغربیة عبد الکریم الخطابی الذی کان التجأ فی حزیران/یونیو من السنة نفسها الی مصر بینما کانت تنقله السلطات الفرنسیة علی ظهر باخرة،عبر قناة السویس،من منفاه بجزیرة لارینیون فی المحیط الهندی (2) Andre?"