خلاصه ماشینی:
"و کانت الغلبة لکلمة العولمة لشیوع استخدامها1،بینما یری بعض الباحثین أن ترجمة >>Globalization<< إلی عولمة أو کونیة،ما هی إلا اجتهاد من بعض المفکرین العرب،أرادوا من خلاله إیجاد مکان لهم فی المرکز،فکأنهم هامش یبحث عن مکان له فی المرکز،و لو فی حوار علی الرغم من إخفاق أغلب الحوارات علی مدی التاریخ المعاصر،کالحوار بین الشمال و الجنوب،و الحوار العربی-الأوروبی و حوار الشرق و الغرب،(و أصبح کل من یدافع عن الخصوصیة و الأصالة و الهویة الثقافیة و الاستقلال (1)لمزید من التفاصیل،انظر مداخلة أحمد صدقی الدجانی ضمن المناقشات التی دارت حول بحث:السید یسین،«فی مفهوم العولمة،»ورقة قدمت إلی:العرب و العولمة:بحوث و مناقشات الندوة الفکریة التی نظمها مرکز دراسات الوحدة العربیة،تحریر أسامة أمین الخولی(بیروت:المرکز،1998)،ص 62-63.
إذن یرید هانتنغتون القول،و هذا ما صرح به بعد الحرب الباردة،بأن رموز الهویة أصبحت أشیاء یعتد بها و لها فعلها،مثل الإعلام و الصلیب و الهلال و حتی غطاء الرأس،و السبب«لأن الثقافة لها أهمیتها و لأن الهویة الثقافیة هی الأکثر أهمیة بالنسبة لمعظم الناس»16،لذلک کانت فکرة کتابة صدام الحضارات تقوم علی أن«الثقافة و الهویات الثقافیة و التی هی علی المستوی العام هویات حضاریة،هی التی تشکل أنماط التماسک و التفسخ و الصراع فی عالم ما بعد الحرب الباردة»17،و الناس یعرفون أنفسهم من خلال النسب و الدین و اللغة و التاریخ و القیم و العادات و المؤسسات الاجتماعیة،و ینتقل هذا التعارف علی مستوی الدول،إذ ان الدول التی بینها صلات قربی ثقافیة تتعاون اقتصادیا و سیاسیا،و الغرب الآن هو أقوی الحضارات،و یتوقع هانتنغتون أن تنتقل قوة الغرب إلی الحضارات غیر الغربیة،لهذا فهو ینتقد أطروحة فوکویاما القائمة علی انتصار الدیمقراطیة الغربیة علی أنها الشکل النهائی للحکومة الإنسانیة،و ینتقد أیضا أطروحات السیاسیین القائمة علی انهیار خط برلین،و تهاوی (14)انظر:حنفی،«الثقافة العربیة بین العولمة و الخصوصیة،»ص 251-252."