خلاصه ماشینی:
"تضاف إلی ذلک الامکانیات المتاحة فعلا لتوفیر استهلاک الطاقة فی الاستخدامات غیر النتاجیة،بترشید نمط الاستهلاک السائد المستنسخ و المستورد من الغرب، فکیف لو أمکن تقدیم نمط بدیل تدریجا بحیث یتفق مع المستوی الفنی و الاقتصادی و الاجتماعی و مع القیم الحضاریة الاصلیة للمجتمعات العربیة؟ التطورات الأخیرة فی استهلاک الطاقة و استخدامها الصناعی فی البلدان النامیة عقب تقویمات الأسعار النفطیة و الکساد الاقتصادی الغربی،قامت البلدان مستجدة الصناعة بمضاعفة صادراتها التحویلیة بأسعار تنافسیة مستندة إلی أجور بخسة للعمالة المحلیة، بینما اعتمدت البلان العربیة المصدرة للنفط علی ارتفاع أسعار نفطها و مداخیلها منه لتستورد المزید من المواد الأولیة بأسعار متزایدة،و سلع تجهیزیة مثقلة بالتضخم،بینما لجأت البلدان العربیة الأخری إلی الاستدانة لمجابهةالأزمة الاقتصادیة و خاصة منها التغیرات العمیقة فی نمط الانتاج الدولی و تکالیفه الاقتصادیة.
و لکن من جهة أخری یمکن و ینغی اخضاع اتجاهات التوسع و التنمیة فی الصناعة العربیة قطریا و اقلیمیا للخطط الخاصة بالطاقة و ذلک من خلال رسم استراتیجیات خاصة بانتاج الأخیرة و استکشاف الخیارات و تحدید الأولویات فی اطار هذه الاستراتیجیات من حیث انتاج الطاقة و تحدید مصادرها و توفیر امداداتها و توزیع أنماطها و عناصرها بین قطاعات الاقتصاد المختلفة عامة و قطاعاته الانتاجیة(الزراعة و الصناعة و النقل الانتاجی)خاصة و داخل قطاع الصناعة بفروعه و مراحله التحویلیة،و الاهتمام بوضع استراتیجیات خاصة لانتاج الطاقات المتجددة و تحسین الفعالیة الاقتصادیة للإنتاج الحالی منها،و استخدام أنماط من هذه الطاقات استخداما متزایدا فی الانتاج و الصناعة،و الأخذ بهذه الخیارات سیعدل من اتجاهات التوسع الحالیة و المرتقبة فی الصناعات العربیة و یضیف اتجاهت مستجدة الی الاتجاهات الصناعیة السائدة فی المنطقة."