خیر الزاد التقوی متفرقه

"و لئن أحسنا الظن بالرواة و الأخباریین فما نقول‌ إلا أن هذا شاعر لص عاش فی الجاهلیة البعیدة،و لم نعلم شیئا عن السبب الذی من أجله لقب‌ بهذا للقب،و کذلک لم نعلم شیئا من أخباره،و کل ما قیل حوله إنما قصد منه الفکاهة و السمر. علی أننا لا نختم هذا البحث حتی نشوق هذه الطرفة،قالوا:لقی تأبط شرا رجلا من ثقیف‌ یقال له(أبو وهب)کان جبانا أهوج و علیه حلة جیدة،فقال لتأبط شرا:بم تغلب الرجال‌ یا ثابت؟و أنت کما أری دمیم ضئیل؟قال:باسمی،نما أقول ساعة ألقی الرجل:أنا تأبط شرا فینخلع قلبه حتی أنال منه ما أردت. فوقف علیه و قال: «رحم الله خبابا!أسلم راغبا،و هاجر طائعا،و عاش مجاهدا،و ابتلی فی جسمه أحوالا، و لن یضیع الله أجر من أحسن عملا. اللهم اغفر لنا و لهم،و تجاوز عنا و عنهم بعفوک،طوبی لمن ذکر المعاد،و عمل للحساب،و قنع بالکفاف،و رضی عن الله. ثم التفت الی أصحابه و قال: أما إنهم لو تکلموا لقالوا:وجدنا خیر الزاد التقوی."