خلاصه ماشینی:
"لهذا الموقف،بالطبع،جانبه الاشکالی،إذ یفترض مبدئیا عدم تقیید أو تحدید عناصر الطرف الآخر،و لکن الأمر مختلف فی حالة ألوان الطیف التی تشکل التیار الاسلامی الممتد من أقصی الیمین إلی أقصی الیسار الاسلامی،و لا بد،عملیا،من وجود إطار یجعل الحوار ممکنا و إلا یکون «حوار طرشان»،و هذا خیار صعب.
فتحدید مفاهیم مثل العلمانیة و المواطنة و المشارکة مقدمة ضروریة للحوار و العمل المشترک،و لکن الندوة کشفت عن غموض متزاید لهذه المفاهیم ضمن التیار الاسلامی رغم أن بعض الاسلامیین حاول تجنب نقاش هذه المفاهیم-القضایا علی أساس أنها حسمت منذ الأربعینات،و یتساءل:«فلماذا لا نغلق ملفات هذه القضایا مثل:حق المواطنة لغیر المسلمین؛الموقف من التعددیة السیاسیة؛الموقف من الحضارة الغربیة و معطیاتها التقنیة،و الموقف من حقوق الانسان»15.
و فی هذه النقطة حذر أحد المشارکین من الانسیاق وراء شعار تطبیق الشریعة دون مضمون دیمقراطی:«سلوک آخر لبعض أنصار التیار الاسلامی یدعو إلی القلق و هو موقفهم من (25)مناقشة دلال البزری لقضیة:«الدعوة إلی تطبیق الشریعة الاسلامیة،»فی:المصدر نفسه،ص 194- 198.
فالاسلامیون مطالبون بکثیر من الدرس و الاجتهاد و الحوار حول المقصود تحدیدا بتطبیق الشریعة الاسلامیة،و ألا یغریهم التفاف الجماهیر حول الشعار لأن الدعوة تحتاج إلی بلورة برنامج؛و هذا المد الجماهیری یتوق إلی زیادة وعیه الاسلامی و تعمیقه إلی أکثر من الشعارات (28)مناقشة علی الدین هلال لقضیة:«الدعوة إلی تطبیق الشریعة الاسلامیة،»فی:المصدر نفسه،ص 227.
و یقع فی اشکالیة المقابلة بین الوضعی و المنزل-الإلهی،و إلا ما هو الفرق بینها و بین أی مذهبیة بشریة؟ثم کیف تقرر الأغلبیة صحة الأحکام الشرعیة حتی المختلف حولها؟فأین أهل الحل و العقد و أین شروط الاجتهاد إذا أصبحت الأغلبیة کلها مجتهدة؟و حتی لو کان الباحث یقصد فقه الشریعة فلا أظن أن ذلک یتم عن طریق التصویت،و لکن جو الدیمقراطیة و التعددیة الذی ساد النقاش أجبر الباحث علی هذا الموقف."