"قتلت مناسبی جلدا وفخرا من أجل هذا افتخر الإمبراطور فی دمشق بأنه فی ( بلد عاش فیه ذلک البطل الهمام الذی دوخ الألمان وسائر الصلیبین وأعاد للإسلام سلطته) وأهدی لضریحه ذلک الإکلیل ، وقد أعمی التعصب جرائد الألمان عن هذا المعنی ، فأقام أصحابها النکیر علی الإمبراطور قائلین : إن هذه اللهجة لم تکن تنتظر من إمبراطور یتظاهر بأنه حامی المسیحیین وملکهم ، وزعم بعضهم بأنه نسی التاریخ وأورد نبذة من تاریخ صلاح الدین ، وأنه أسس دولة عظیمة وقهر الفرسان المسیحیین فی ملحمة طبریا وأخذ الصلیب الحقیقی وکسر الدولة النصرانیة ، فاضطر الإمبراطور فردریک بربروس بأن یأتی لمحاربته ، فکسر السلطان جیشه ومات غریقا ، وملک صلاح الدین البلاد المقدسة النصرانیة .
قال : هذا هو السلطان الذی کسر الجیوش المسیحیة الغربیة ، قد قام الإمبراطور الألمانی الجدید الیوم یطریه بالمدح والثناء ، فکیف استطاع أن یحرک لسانه بالثناء علی رجل هدم معالم الدولة النصرانیة وسد طریقها فی أوجه الزائرین … کل هذا عند القوم وهم یرموننا بالتعصب ویدعون البراءة منه ، فمن لنا بمن ینصفنا منهم بالحجة ، ولا حجة إلا القوة ، فمن لا یستطیع أن یفعل لا یستطیع أن یقول ."