خلاصه ماشینی:
"و الذی یقبل علی الفلسفة و فی حسبانه انها ستقدم الیه المفتاح لکل مستغلق من الامور،و تلقنه کلمة السر التی یعلم بها خبیئة کل مجهول،لا شک أنه واقع تحت تأثیر و هم باذخ سرعان ما تنجلی عنه غشاوته و یستفیق من تأثیره عند مواجهتها و معالجة مشکلاتها و قد أصبحت الآن مناطق العلوم بارزة المعالم.
و تاریخها أبعد اغراقا فی القدم من تاریخ العلوم و ان لم یکن أقدم من تاریخ الفنون و اتجاه الفلسفة الی معالجة المسائل الخاصة بطبیعة الجمال و الفن کان باعثه فی بعض الاوقات ارتباطها بمسائل ما وراء الطبیعة.
و من ثم اکتسبت کلمة aesthetics المعنی الذی یلابسها الآن فی الفلسفة و أهم ما یشغل الفلاسفة و یستغرق أکثر جهدهم فی المسائل المتعلقة بالفنون هو البحث عن حقیقد الجمال سواء فی الفن أو الطبیعة و الاهتداء الی تعریف له،و البحث عن الصلة بین الجمال الذی یطالعنا عند مشاهدة صورة جمیلة أو رؤیة بناء أنیق البنیان أو منظر طبیعی فاتن،و الجمال الذی ندرکه عند سماعنا منظومة من الشعر الجید أو قطعة من الموسیقی الشجیة.
و هذا بطبیعة الحال یؤدی إلی بحث الدور الذی تلعبه فی الحیاة هذه القیم الثلاث، و هل هی صفات فذة لا نستطیع جلاء غامضها و معرفة مصدرها أو هی صفات لها نشأتها و تاریخها؟ و هل هی موجودة بقدرة خالق الکون الذی تحدثنا عنه الادیان المختلفة أو هی کما تقول الفلسفة الطبیعیة من انتاجات الطبیعة فی تطوراتها المتلاحقة؟ و علم النفس و لو انه استقل الآن عن الفلسفة ما یزال و ثیق العلاقة بها."