خلاصه ماشینی:
"علم الفلزات و التعدین عند العرب المسلمین إعداد:أحمد عبد القادر المهندس کلیة العلوم-جامعة الملک سعود یمکن تعریف علم الفلزات بأنه العلم الذی یبحث فی کیفیة استخراج الفلزات من الوجهة الفنیة و التقنیة،و فی کیفیة الحصول علی الخلائط الفلزیة و جعلها صالحة للاستعمال کما أن هذا العلم یبحث فی معرفة بنیة الفلزات و الخلائط الفلزیة و معرفة خواصها الفیزیائیة و الکیمیائیة (Mclean,1962) .
و قد سجل العرب المسلمون أسرار علومهم تسجیلا دقیقا،أما صناعاتهم و منها صناعة التعدین فلم یسجلوا لنا إلا معلومات متفرقة فی الکتب،و قد حاول العلماء المسلمون وضع بعض الأفکار عن مکامن المعادن و ظهر ذلک فی تیارین،تیار یمثله(إخوان الصفا فی رسائلهم، 1957)و(القزوینی فی عجائبه،1956)حیث قالوا إن لکل نوع من المعادن بقعة مخصصة و تربة معروفة لا تتکون إلا هناک،فالذهب لا یتکون إلا فی البراری الرملیة و الجبال و الأحجار الرخوة،أما الفضة و النحاس و الحدید و أمثالها فلا تتکون إلا فی جوف الجبال و الأحجار المختلطة بالتربة اللینة،و الکبریت لا یتکون إلا فی الأراضی الندیة و الترب اللینة.
کان العرب-کما یقول العلامة المؤرخ حمد الجاسر-یستدلون علی المعادن بعلاماتها الظاهرة ببروز بعضها واضحة للعیان فی الأحجار،و قد اکتسبوا لطول المعاناة معرفة بمواقع الذهب و الفضة،فی الأحجار التی تکثر فیها،و کانوا یتخذون من وجود أحجار المرو، و خاصة عندما تکون عروقا ممتدة فی الأرض أو فی الجبال،علامة لوجود المعدن،و کانوا یتتبعون تلک العروض بالحفر عنها و تکسیرها و استعمال الوسائل التی یعرفونها لاستخلاص التبر أو الفضة،و کثیرا ما یفضی بهم الحفر إلی أعماق غائرة فی الأرض،فیطغی علیهم الماء بحیث لا یستطیعون مواصلة استثمار المعدن لغزارة مائه،و قد یؤول المعدن فیما بعد إلی آبار یستعملون ماءها(الجاسر،1987 م)."