خلاصه ماشینی:
"کان بوسع(تامیزیه)و صاحبه(کومب)أن یغادرا جدة منذ أوائل سنة 1835، لأنهما کانا علی أهبة السفر،لکنهما آثرا البقاء فی جدة إذ کان أهل شهر رمضان فحرصا علی المکوث لیتم لهما مشاهدة صیام المسلمین و عید فطرهم،و ما یصحب هذا العید من حفلات،فوصفاها بأمانة(و علقا علیها بعبارات لا تخلو من التحامل و الشناعة نضرب عنها صفحا)فقالا: یصوم المسلمون خلال هذا الشهر،من وقت طلوع الشمس إلی غیابها،و هو یقضون نهارهم فی شبه عزلة،و یمتنعون خلال هذه الساعات عن الأکل و الشرب و التدخین و لا یقربون نساءهم.
و لا شک أن هذا الصیام صعب جدا بسبب حرارة الجو الشدیدة،و لذا یعمل المسلمون علی تفادی کل ما قد یتأتی عنه تعب، فالأسواق مغلقة و کذالک المقاهی،و لو لا أن الفقراء منهم مضطرون إلی العمل، و إلا لزادت علیهم أیام الصوم،و لظن من یزور جدة أنها أقفرت و خلت من سکانها.
أقمنا فی الحدیدة أربعة أیام،و فی الرابع عشر من آذار غادرناها إلی المخا، و بعد أن اجتزنا مقبرة رحبة مشینا فی أرض رملیة،ثم وصلنا إلی مفترق تتفرع منه ثلاث طرق:الواحدة تؤدی إلی زبید،و الثانیة إلی البادیة عند القبائل،و الثالثة تذهب جنوبا إلی بیت الفقیه و هی الطریق التی أخذناها.
لجامع بیت الفقیه قبب أنیقة و مئذنة کأنها برج،یراها المسافر من بعید،إنما أجمل ما فی هذه البلدة قلعتها،أما بیوتها فمن الآجر،و لکن لیس لها مشربیات کما جرت علیه العادة فی أکثر البلدان الإسلامیة،و هناک أیضا عدد من الأکواخ.
و فی هذه المدینة أیضا مکتبات هامة،و رجال یدعون العلم[کذا]و عدد من الجوامع نخص بالذکر منها الجامع الکبیر، و جامع شدلان،و جامع صندل،و هناک جوامع أخری دونها أهمیة منها جامع ستی زینب،و تمتاز أیضا المخا بأنها البلدة الوحیدة علی البحر الأحمر التی فیها حمامات."