خلاصه ماشینی:
"لهذا السبب کان الإمام الخمینی& حریصا علی تنبیه المسلمین لأهمیة إحیاء هذه الذکری؛ حیث یقول فی حدیثه لحشد من العلماء یوم 21/ 9/ 1979: «إن الذی صان الإسلام وأبقاه حیا حتی وصل إلینا نحن المجتمعین هنا هو الإمام الحسین× الذی ضحی بکل ما یملک وقدم الغالی والنفیس، وضحی بالشباب والأصحاب من أهله وأنصاره فی سبیل الله عز وجل، ونهض من أجل رفعة الإسلام، ومعارضة الظلم.
الإمام الحسین× وتصدیر الثورة لم یکف أعداء الثورة الإسلامیة الذین هم فی حقیقة الأمر أعداء نهضة الشعوب الإسلامیة عن تردید أکذوبتهم المفضلة وهی اتهام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بتهدید أمن نظمهم الفاسدة من خلال قیامها بتصدیر الثورة، وأنها تدفع ملایین الدولارات کرشی من أجل تحقیق هذا الهدف إلی آخر هذه الاسطوانة المشروخة التی لا تجید وسائل الإعلام التابعة لهم شیئا غیر تردادها.
یقول الإمام الخمینی& فی خطاب آخر أمام حشد من العلماء والمبلغین فی ذکری استشهاد الإمام الحسین بن علی’: «إن ما أود أن أعرضه علی السادة الخطباء هنا هو أن قیمة العمل الذی یقومون به ومدی أهمیة مجالس العزاء لم تدرک إلا قلیلا، ولربما لم تدرک بالمرة، فالروایات التی تقول إن کل دمعة تذرف لمصاب الحسین× لها من الثواب کذا وکذا، وتلک الروایات التی تؤکد أن ثواب من بکی أو تباکی..
لقد شکلت مجالس العزاء الحسینی أداة رئیسیة من أدوات الحشد والتعبئة الشعبیة، ولولا هذه المجالس التی یرتبط فیها العقل والوجدان بالإمام الحسین بن علی’ وبشهادته وتضحیته من أجل الحق والعدل ورفض الظلم لما قامت الثورة الإیرانیة، ولما أمکن تعبئة هذه الحشود لمواجهة الطغاة والمستبدین، ولما صمدت هذه الأمة المجاهدة فی وجه العدوان البعثی الذی کان أداة بید الغرب، ولما نجحت فی کسر شوکة الهیمنة الإمبریالیة الغربیة وأجبرتها علی التراجع عن مشاریعها بغزو إیران الإسلام."