خلاصه ماشینی:
"و لکن الحملة الإعلامیة استمرت،و استمرت معها الحملة ضد جمیع التیارات«الایدیولوجیة»التی تناهض فکرة التسویات السیاسیة و ممارستها مع إسرائیل،و لم تعد الولایات المتحدة إلی ممارسة ضغوطها علی الحکومات العربیة إلا بعد حرب الکویت،و هی الحرب التی أسقطت عددا کبیرا من المحرمات التقلیدیة،و فتحت الباب أمام محاولة إعادة صهر المنطقة العربیة،ثم وضعها فی قوالب جدیدة،بحیث یتشکل من مجموع هذه القوالب إقلیم مختلف و نظام سلام جدید.
یبقی السؤال،کیف ستتعامل السلطتان الفلسطینیة و الإسرائیلیة مع«شتاتهما»من خلال اتفاقیة التسویة النهائیة؟و کیف ستتعاملان مع اللاجئین الفلسطینیین،و هم واحد من أهم مصادر الصراع العربی-الفلسطینی؟ 3-التسویة و مراکز التمیز العربیة هل ستحتفظ المنطقة العربیة بمراکزها المتمیزة،أم أن اسرائیل ستحاول تجمیع کل الممیزات الإقلیمیة عندها فی مرکز متمیز وحید؟تشیر تطورات حادثة فی الشرق الأوسط إلی أن المنطة ستشهد قریبا عملیة إعادة انتشار بین مراکز الثقل التقلیدیة فیها،و أن المستقبل سیشهد خریطة جدیدة لهذه المراکز.
هنا تبرز قیمة السؤال و أهمیته: هل یوجد اقتناع لدی صانعی الرأی،و صانعی السیاسة العرب،بأن الصراع العربی- الاسرائیلی وصل إلی نهایته،أم أنهم مقتنعون بأن ما تحقق حتی الآن لا یزید علی کونه مرحلة أو درجة فی هذا الصراع،و أن مراحل أخری،و درجات أخری،و أنواع أخری فی هذا الصراع سوف تبدأ؟ و أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال تسحق اهتماما خاصا،فإذا کانت الاجابة بأن الصراع وصل إلی نهایته،بمعنی أن مجموع التسویات تساوی،أی أقصی ما یمکن أن یحققه العرب فی واقعهم و مستقبلهم،فإننا نکون بهذه الاجابة قد قررنا زیفا و کذبا نهایة التاریخ فی الشرق الأوسط،و قررنا متعسفین تجمید المنطقة لصالح«اختیار مفروض»بالقوة."