خلاصه ماشینی:
"کیف نعالج هذه المسائل فی إطار بناء الدولة العصریة التی تحتضن الجنین الدیمقراطی الذی تحدث عنه المؤلف؟أین الأحزاب و الجمعیات؟أین القوی الاجتماعیة الضاغطة التی تتواصل بین الأقطار العربیة مع تسلیمنا بمشروعیة الدولة القطریة؟أین الأحزاب التی تستطیع أن تربط ما بین الأریاف و المدن و الطوائف و المذاهب و النخبات العربیة التی تستطیع أن تتجاوز القطریة،و التی تستطیع أن تحد من اندفاع بعض المثقفین العرب نحو المنفعة الشخصیة علی حساب المصالح العلیا للأمة،للوطن و للدولة؟کیف یستطیع أن یساهم المثقف العربی فی تأسیس هذه الدولة، و لیس فی الانخراط معها تحت أی مبرر بدافع مصلحة شخصیة زائلة و عابرة؟ فی تقدیری،الموضوع یحتاج إلی زیادة فی الوعی العربی العام حول مفهوم الدولة و أهمیتها،و من أهم ما قدمه هذا الکتاب أنه کشف إلی جانب کبیر محدودیة الفکر السیاسی العربی فی فهم الدولة،نشأة و دورا و تطورا،فی عالم الیوم.
ألا یری معی أن ثمة مجالا للکلام علی دول عربیة أسمیها«دولا/محاور»توافق طبیعة الأقالیم الجغرافیة المرسومة فی کتابه؟و هی«دول/محاور»تتحد بها،أو تنسق معها،أو تبنی معها علاقات ممیزة الدول ذات الکیانات الأضعف أو ذات البنی الاجتماعیة و الاقتصادیة و السیاسیة الأضعف؟ألا یجد معی أنه من الممکن أن یشکل هذا الطرح بدیلا من الدولة القطریة التی نخشی أن یتم ترکیزها ترکیزا مؤبدا و تصبح فعلا عامل تجزئة و عامل خطر علی الشعور القومی العام،و عائقا دون بناء دولة الوحدة؟ألا یجد أنه من الممکن أن یشکل هذا الطرح بدیلا، کذلک،من الدولة القومیة التی لها أن تقوم علی قاعدة الانصهار و الاندماج الکلی؟ أولیس ممکنا أن تقوم«دولة/محور»فی کل إقلیم تستقطب أو تکون نقطة الجذب و الارتکاز للدول الصغیرة أو الضعیفة و النتمیة إلی الإقلیم الجغرافی/الاقتصادی نفسه؟و هکذا نکون قد أدخلنا الوطن العربی فی مرحلة استعدادیة لتشکیل دولة الوحدة،تشکیلها بالاتحاد، و لیس بالوجدة الاندماجیة/الاکتساحیة التی لا تحترم الخصوصیات المحلیة."