خلاصه ماشینی:
"و معلوم أن لکل لغة صفات أساسیة مشترکة بین عدد من أصواتها،یعرفه أبنا تلک اللغة الا أن لکل انسان صفاته الممیزة فی النطق،و طریقة تعبیره و أدائه حتی (IDIOLECT,) لیمکن أن نمیز صوته عن غیره، و من بعید،و عبر الأثیر و اللاسلکی و یرجع هذا الاختلاف الی التکوین الفسیولوجی لکل واحد علی حدة، و بسبب تعوده و الفه.
و لا مبرر للقول بأن مفردات لغة ما أکثر عددا من مفردات لغة أخری،اذ قد یکون عندنا-نحن البیض-للصورة الذهنیة لقطة خاصة تعبر عنها،بینما نجد أن الصفر أو الحمر أو السود من البشر لا یشعرون بأن هذه الصورة الذهنیة تحتاج الی لقطة خاصة بل قد یعبرون عنها بطریقة أخری مخالفة،و لکن فعالة»1 و نحن لا نوافق الاستاذ فی کل ما ذکره:فهناک عذوبة فی موسیقی بعض اللغات کالفرنسیة،یحب الانسان أن یسمعها،و یأنس لها و یطرب،و لو لم یدرک معناها.
و الذی نرتضیه من هذه الآراء: -أن العلاقة متبادلة بین اللغة و الفکر،و کذلک بینها و بین الحضارة و الأحداث التی تدور فی المجتمع،فهما یعتمدان علی بعضهما الی حد کبیر.
مجتمع اللغة و الطبقیة: اللغة ناظمة عقد أی مجتمع، (1)السابق و دلیل هویته،و مرآة أحداثه و شئونه،و هی لذلک خیر ترجمان لک ما یدور فی المجتمع:ان فی أعلاه أو فی قاعه،و عکس الاحداث الاجتماعیة،و هویة النظم و التقالید،و الثقافة و الانتماء الحرفی،و کذلک القمی و السلوک السائدة،لکل الأشتات و الأجناس التی یموج بها هذا المجتمع: و تکشف الالقاب و النعوت جانبا کبیرا مما سلف،اذ عندما تسمع: حضرة صاحب الجلالة و السلطان، و العظمة،و السمو،و الفضیلة، و الغبطة،و المعالی و السید، و الباشا،و البک و الأفندی، و الأستاذ،و الدکتور،و المهندس، و الأسطی..."