خلاصه ماشینی:
"و التی أدت الی تنمیة القوی العقلیة الکامنة فی الانسان،و التی جعلت من المسلمین أساتذة للعلوم و کانت بعوث الأمم،تفد علی العواصم الاسلامیة من کل ناحیة فیأخذون عن علمائها ماشاءوا من أفانین العلوم.
و ألوان المعرفة ثم یعودون الی بلادهم حاملین الیها مشاعل هذه العلوم التی نفخت فیهم روح الحیاة،و فتحت لهم طریق الانتفاع بأصلین عظیمین من أصول الاصلاح الاسلامی.
و ابن الدجیلی فیسهر علی قمم الجبال العالیة،یحدث فی الکواکب النجوم لیحد أفلاکها،و یعرف أبعادها،و یقیس محیط الکرة الارضیة،و عبد الله الخوارزمی العالم المسلم الذی ولد فی اقلیم خوارزم(1)أول رجل فی العالم یضع أصول علم الجبر و فی کتابه «الجبر و المقابلة»یقسم العلماء الی ثلاثة:«فمنهم المخترع المبتکر الذی لم یسبق الیه،و منهم الذی یتناول أراء العلماء قبله بالشرح و التفصیل و التوضیح، و منهم المخترع المبتکر الذی لم یسبق الیه،و منهم الذی یتناول أراء العلماء قبله بالشرح و التفصیل و التوضیح،و منهم الذی لم یکلف نفسه أکثر من جمع المتفرق»..
هذا کله فی الوقت الذی کانت فیه أوربا،تعیش فی ظلمات الجهل و الفوضویة و الامیة و الهمجیة و التأخر،و لم ینقذ أوربا من و رطتها التی کانت واقعة فیها الاحضارة المسلمین و مازالت أسماء العلوم و المصطلحات التی أعطاها هؤلاء العلماء المسلمون،لغرائب المخترعات،مازالت حیة نابضة،فی جمیع اللغات،رغم مانالها من تحریف و تغییر.
ان هذه الاقوال التی جاءت علی لسان علماء أفذاذ لمرضاة العلم فی ذاته تشهد صراحة و ضمنا،و جملة و تفصیلا،لحضارة المسلمین، و مدی فاعلیة هذه الحضارة الاسلامیة الانسانیة.
یقول الدکتور جورج سارطون: «ان المسلمین یمکن ان یعودوا الی عظمتهم الماضیة اذا عادوا الی فهم حقیقة الحیاة فی الاسلام و العلوم التی حث الاسلام علی الاخذ بها»."